أكبر كذبة في التاريخ… هي سلاح حزب الله

83

كتب عوني الكعكي:

منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 بين الحكومة اللبنانية وبموافقة حزب الله، وبين العدو الإسرائيلي، وحتى يومنا هذا لا نزال نسمع المقطوعة الموسيقية نفسها التي تقول «نزع سلاح حزب الله».

عظيم جداً، إسرائيل تقوم يومياً بتدمير البيوت السكنية ومراكز العبادة من جوامع أو كنائس، ولا تترك حجراً على حجر في حدود 3 كيلومترات كشريط حدودي تحت نظرية أن لا يكون باستطاعة أي مقاوم لبناني القيام بأي عمل ضد إسرائيل.

بصراحة، كل الشروط التي تفرض على لبنان هي شروط تعجيزية، لسبب بسيط هو: هل بقي لحزب الله سلاح يستطيع أن يحمي لبنان أو يحمي نفسه؟

لو كان هذا صحيحاً… لما اغتيل قائد المقاومة بقنابل وقذائف تخترق الأرض، حيث استطاعت إسرائيل أن ترسل طائراتها الحربية محمّلة بقنابل جديدة من نوع «هايفي هايد MK84» حصلت عليها مؤخراً وأعلنت عنها بعد أن امتنعت أميركا لفترة طويلة من تسليمها تلك القنابل التي تخترق ثمانية طوابق فوق الأرض وتحت الأرض.

اليوم، وبعد اتفاق وقف إطلاق النار… لم يقم الحزب بعملية واحدة وذلك لعدّة أسباب أهمها: عدم قدرته على القيام بأي تأثير لفقدانه الأسلحة التي كانت تمكّنه من خلق أضرار وتدمير بيوت ومقرات ضد جيش العدو. أما اليوم فللأسف لم يعد السلاح الموجود مع المقاومة صالحاً للاستعمال، فلو كان صالحاً للاستعمال لما قبل الحزب الموافقة على وقف إطلاق النار مضطراً.

الأصوات التي ترتفع من «القوات اللبنانية» ومن التيار العوني حول نزع سلاح حزب الله، أصوات لها غايات انتخابية فقط، وهذا ما يحصل اليوم حتى في انتخابات تافهة لا قيمة لها مثل الانتخابات البلدية التي هي في الحقيقة انتخابات من أجل لمّ «الزبالة» و «تزفيت» الطرقات وفتح المجارير.. عفواً هذا جزء من عمل البلدية، ولكن هناك أمور أهم منها هي الحصول على أموال مهمة جداً كالضرائب والبنود المالية الأخرى.

أعمال البلديات في لبنان للأسف مسيّسة، وأصبحت مجرّد مباريات تمهيدية للانتخابات النيابية، أي الوصول الى مراكز السيطرة على الحكم.

اما بالنسبة الى الدعوات من إخواننا العرب حول نزع سلاح حزب الله، فنحن نفهمها لأنها سياسية، خصوصاً ان إيران تحارب الدول العربية في لبنان من خلال حزب الله، وهذا واضح وصريح…

فما معنى أن يكون في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت مراكز إعلامية متخصّصة بالإساءة الى معظم الدول العربية؟

وما معنى أن يكون في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت مراكز إعلامية خاصة بالحوثيين؟ وماذا يفعل الحوثيون في لبنان بعد أن أصبح لبنان وبفضل «الحزب العظيم» مركزاً يتدرّب الحوثيون فيه على استعمال السلاح وصناعة بعض القذائف… والأهم إنشاء مراكز ومحطات إعلامية وتلفزيونية؟

لبنان ليس بحاجة الى سلاح لحمايته، وذلك صار واضحاً، لا بل أصبح السلاح عبئاً على اللبنانيين.. ولو كان هذا السلاح مفيداً لما اغتيل قائد المقاومة ومعه كامل قيادته من الصف الاول (كما ذكرت).

وهنا أستشهد بما يردّده فخامة رئيس الجمهورية عندما يُسأل عن السلاح فيقول: الديبلوماسية وحدها هي التي تحمي لبنان وتحافظ عليه، ولو كانت صعبة وطريقها طويلاً.

أخيراً، أتمنى أن يُسحب موضوع سلاح حزب الله من التداول، وأن يتركوا رئيس الجمهورية يعالج الأمور ديبلوماسياً.

وللتذكير، أقول إنه عندما كان سلاح حزب الله يهدّد إسرائيل، كانت إسرائيل يومذاك موافقة على إبرام اتفاق مع لبنان، وهذا ليس سرّاً، بل إن المندوب الأميركي أموس هوكشتين الذي جاء الى لبنان 11 مرّة بدءاً من الشهر الأول لدخول حزب الله في حرب مساندة أبطال «طوفان الأقصى» في غزة… وفي كلّ مرّة كان يقول إنّ إسرائيل مستعدّة للانسحاب من 23 نقطة مختلف عليها مع لبنان، بالإضافة الى إعادة النظر بالاتفاق البحري بين لبنان والعدو الإسرائيلي.

وفي كلّ مرّة كان السيّد حسن نصرالله يرفض، وظلّ رافضاً حتى اغتياله في تاريخ 27 أيلول (سبتمبر) 2024 في مقرّ الحزب في الضاحية الجنوبية.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.