إنتخابات البلديات… لزوم ما لا يلزم

30

كتب عوني الكعكي:

مرّة ثانية، يثبت الشعب اللبناني أنه لا يزال يبحث عن المناصب أو المراكز… فعلى سبيل المثال، كتبتُ منذ أيام عن بلدية بيروت تحت عنوان: «الجنازة حامية والميت…» ثم كتبت: «بلدية بيروت مخصية»…

لم أكتب ما كتبته انتقاداً للذين يترشحون، خصوصاً أن الكثيرين منهم أصدقاء لي، أقدّرهم وأحترمهم… لكن الموضوع الحقيقي والأساسي، هو في غياب زعيم أهل السنّة عن الانتخابات ما يجعل المثل القائل “كل مين حارتو إلو” وذلك للأسباب التالية…

أولاً: انتخابات طرابلس جاءت نتائجها وسط غياب أهلنا وشركائنا في الوطن، وأعني إخواننا المسيحيين فكانوا غير موجودين، وذلك بسبب التنافس وعدم وجود رأس.

ثانياً: نتائج انتخابات طرابلس فاز بها 14 عضواً من لائحة، وتسعة أعضاء من اللائحة المنافسة، وفاز واحد «فلتة شوط».

السؤال الكبير: كيف ستنفذ بلدية طرابلس مشاريعها وهي مقسومة قسمين، فعند التصويت هناك مشكلة بوجود معارضة قوية مما يشلّ عمل المجلس؟ فالسؤال: هل هذا معقول؟؟؟

ثالثاً: لنتحدّث قليلاً عن بلدية بيروت وهي من أهم البلديات، لأنها تمثّل العاصمة.. فمن سيضمن المناصفة بين المسلمين والمسيحيين؟ طبعاً الجواب: لا أحد.

رابعاً: ما هو رأي إخواننا المسيحيين عندما يُحرم عدد من المسيحيين من التمثيل في المجلس البلدي الجديد؟

خامساً: ماذا سيقول المطران عودة الذي يحرص كل الحرص على التعايش المشترك إذا ما جاءت نتائج الانتخابات حاملة خروج عدد من المسيحيين من المجلس الجديد؟

سادساً: أحد أصحاب الأموال المشبوهة كان يريد أن يأتي بأحد أقربائه الذي هو أساساً نصف لبناني، والسبب الوحيد هو المال وليس الكفاءة أو المؤهلات.

سابعاً: هناك بعض الهيئات المتطرّفة التي لا تتكيّف مع تركيبة لبنان الطائفية، ولهم عالمهم الخاص بهم، فكيف سيتصرفون في المجلس الجديد؟

ثامناً: بعض المرشحين الأكفاء الذين يستحقون أن يكونوا في المجلس، لكن ليس عندهم الإمكانيات المادية لتشكيل ماكينة انتخابية أو تشكيل لائحة.

تاسعاً: ماذا يجمع حزب «القوات» مع «الأحباش» والجماعة الإسلامية وحزب الله، خصوصاً أنه لا يمر يوم إلاّ وهناك تصريح من أحد هذه المجموعات ضد الآخرين، ولم يتركوا مجالاً إلاّ لتوجيه اتهامات الإدانة بأنهم عملاء.. والكثير من هذه اللغة غير المقبولة.

عاشراً: من المعروف ان عدد الناخبين في بيروت يبلغ 511360 ناخباً، 66.5 في المائة منهم من المسلمين و33.5 في المائة من المسيحيين، والناخبون من الطائفة السنّية هم الأكثر عدداً ويشكلون 50 % من الناخبين، مع الإشارة الى أنّ نسب المقترعين تتدنى كثيراً عند المسلمين والمسيحيين.. فكيف ستكون النتيجة؟

أخيراً لا بدّ من تدخل فريق أو شخص معيّـن خصوصاً أن هذا الشخص يستطيع أن يكون «بيضة القبان» وهو الوحيد المؤهل اليوم أن يفرض المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في بيروت متمنياً بصدق أن يتم الانتباه لهذه الملاحظة.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.