إيران… مع العرب أم مع إسرائيل؟!! – الحلقة الأولى
كتب عوني الكعكي:
بالفعل، إنّ الموقف الإيراني يحيّر، ويطرح أكثر من علامة استفهام، مما يحتّم توجيه سؤال هو: هل إيران مع العرب أم مع إسرائيل؟
يأتي الجواب من الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن، الذي حذّر من الهلال الشيعي… وفي الوقت نفسه يبرز كلام آية الله خامنئي وغيره من مسؤولي إيران: «إننا نسيطر على أربع عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء».
بصراحة… ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أن إيران ومن خلال نظرية «التشييع» التي أعلنها آية الله الخميني منذ اللحظة الأولى لتسلمه الحكم في إيران، بعد «خلع» الشاه. يومذاك أعلن أنه سيشن حرباً ضد العراق، من أجل تحويل أهل السنّة في العراق الى شيعة.
وبالفعل تلك الحرب التي قام بها آية الخميني على العراق والتي استمرّت 8 سنوات دُمّر فيها العراق، ودُمّرت فيها إيران، كانت عبثية. وللمناسبة جاء تدمير العراق، وبخاصة الجيش العراقي من أجل تنفيذ ما خطّط له وزير خارجية أميركا في ذلك الوقت، هنري كيسنجر، خلال جلسة خاصة بينه وبين رئيسة حكومة العدو الإسرائيلي غولدا مائير عام 1973 اثناء حرب 6 أكتوبر المجيدة أو 6 تشرين1. يومذاك تحدّث كيسنجر مع غولدا مائير وقال لها: لا تستطيع إسرائيل أن تعيش وهي محاطة بـ3 جيوش:
الجيش المصري.
الجيش السوري.
الجيش العراقي.
من هنا، أُنْذر الرئيس محمد أنور السادات بأنّ أميركا سوف تستعمل القنبلة الذرية إذا لم يوقف الجيش المصري تقدّمه في صحراء سيناء. وبالفعل في اليوم الثاني من حرب 6 أكتوبر 1973 أعلن الرئيس السادات أنه لا يستطيع أن يحارب أميركا.. وبسبب ذلك أعلن أنه يريد الوصول الى اتفاقية سلام مع إسرائيل. وهذا ما حصل.
أما بالنسبة للجيش العراقي الذي لولاه «لسقطت» دمشق في حرب 6 أكتوبر، حين تقدّمت القوات الإسرائيلية بعد الجسر الجوّي الأميركي لإسرائيل، والذي غيّر ميزان القوة.. أي في الوقت الذي تقدّم الجيش السوري حتى وصل الى نهر الأردن وحرّر جبل الشيخ، الموقع الاستراتيجي الذي يشرف على كامل فلسطين المحتلة.. أقول بعد الجسر الجوّي الاميركي واضطرار الجيش المصري الى توقيف الحرب بعد التهديد الأميركي. أصبح الجيش السوري ضعيفاً أمام الجيش الإسرائيلي، فتقدّم الجيش الإسرائيلي من خلال عملية التفاف ليصل الى «سعسع»، هنا كان تدخل الجيش العراقي داعماً للقوات السورية، فمنع الجيش الإسرائيلي من التقدّم، وهكذا سَلِمَت مدينة دمشق من الاحتلال.
بالعودة الى مخطّط وزير الخارجية هنري كيسنجر… كانت الحرب التي شنتها إيران على العراق لتحقيق ما خطّط له كيسنجر وتدمير الجيش العراقي الذي خسر مليون قتيل من جنود ومواطنين عراقيين، كما خسر العراق أكثر من 1000 مليار دولار، وصار بحاجة الى 1000 مليار دولار أيضاً من أجل إعادة إعمار ما هدّمته الحرب…
بعد غد نتحدّث عن الدعم الإيراني للمقاومة التي أُنشئت بعد الاحتلال الإسرائيلي للبنان ووصول جيشه الى «قلب» مدينة بيروت بعد حصار 100 يوم.
وإلى اللقاء في الحلقة الثانية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.