الأخ والصديق الدكتور نهاد صيداني في ذمة الله

118

غيّب الموت، الصديق والأخ الدكتور نهاد صيداني وهو في عزّ عطائه.

الدكتور نهاد، الانسان الوديع والهادئ الذي كان يُبَلْسِم من يقصده للعلاج، وكان يتمتع بإنسانية عالية ومرهفة جداً… كان يشرح للمريض عن مرضه ويداويه بالكلمة الحلوة، قبل إعطائه الدواء… وفي بعض الأحيان كان يحب أن يعطي الدواء للمريض من عنده، إذ يريد أن يوفر عليه ما سيدفعه.

الدكتور نهاد، كانت هوايته الصيد وكان يتمتع بأخلاق الصيّاد الشريف «الآدمي».

بيروتي عتيق «بيطلع خلقه» من كلمة واحدة وبعد دقائق معدودة يهدأ ويعود الى طبيعته كأنّ شيئاً لم يكن.

أنشأ عائلة بيروتية «جميلة» ابنه الدكتور محمد سار على خطا والده، إذ ذهب الى أميركا وهو يعيش هناك ويمارس مهنة «طبيب جرّاح».

طبعاً الشيء الجميل أنّ ربّ العالمين أكرم الصديق د. نهاد حين فرح بزواج ابنه قبل أن يغادرنا الى العالم الآخر.

زوجته الصديقة ندى ابنة المرحوم الوزير والنائب خليل الهبري الذي كان في يوم من الأيام علماً من أعلام السياسيين اللبنانيين في الزمن الجميل، يوم كان لبنان -كما يحبه كل اللبنانيين والعرب- لا كما هو اليوم فقيراً مقسّماً بدون كهرباء وماء وخبز وبنزين ومازوت حتى أموال الشعب في البنوك استدانتها الدولة التي ترفض أن تردّها بسبب فساد الإدارة والسياسة.

على كل حال، عزائي الوحيد اننا كلنا ذاهبون ولن تبقى إلاّ الأعمال الطيّبة التي كان الفقيد الكبير رائدها، إذ كان المرضى دائماً «يدعون» له بالصحة والعافية.

هذه حال الدنيا كلنا ذاهبون والموت حق فكل نفسٍ ذائقة الموت ولكن الفراق صعب.

تغمّد الله تعالى الفقيد الدكتور نهاد صيداني برحمته وأدخله فسيح جناته الواسعة. عزائي الأخير الى عائلته الصغرى والكبرى وإلى شقيقه الدكتور مصطفى الذي هو من أهم الأطباء الجرّاحين في مستشفى الجامعة الأميركية… وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

عوني الكعكي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.