الانتخابات البلدية نجاح للعهد و«بروفا» سياسية للنيابية

4

يوسف فارس

 عكس اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظات جبل لبنان والشمال وعكار رغم ما شابها من مخالفات نجاح العهد رئاسة وحكومة في الامتحان الديموقراطي الأول . العملية تمت من دون تسجيل اشكالات كبرى خارج الاطار المألوف لبعض الحساسيات العائلية والحزبية . نقطة سجلت في خانة نجاح الحكومة من حيث الاعداد والتنفيذ الجيدين للعملية التي تعرض اجراؤها للتشكيك ولاحقتها اشاعات وصلت الى حد اعتبار ان الانتخابات ستؤجل الى أيلول المقبل .العملية عكست ولا شك إصرار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على اجراء الاستحقاق في موعده لئلا يسجل سقوطا للعهد في الاختبار الديموقراطي الأول . فكان اجراء الانتخابات نجاحا في عبور هذا الاختبار ، واظهر بوضوح من حيث حجم المشاركة ونتائجها ان الجميع يأخذ من هذا الاستحقاق «بروفا» للانتخابات النيابية في أيار من السنة المقبلة وان البلديات ستكون الرافعة الأساس للاستحقاق النيابي المقبل ، علما ان محاولات المكونات السياسية والبلدية التركيز على ان طابع الاستحقاق هو عائلي اكثر مما هو حزبي لم يخفف من حدة الانقسامات. وبدا ان الانقسام داخل العائلات هو أحيانا اعمق بكثير مما هو بين الأحزاب والتيارات السياسية.

النائب السابق علي درويش يقول لـ «المركزية» في هذا الصدد لاشك في ان الانتخابات البلدية التي أجريت الى الان في المحافظات الثلاث اثبتت نجاحا للعهد في انجاز هذا الاستحقاق بعد سنوات تسع والحديث المتراكم عن التأجيل الذي استمر حتى عشية الدورة الأولى . كما اكد العهد رئاسة وحكومة جدية الالتزام بالدستور والاستحقاقات والمواعيد المقطوعة لاتمامها من اجل الدفع الى الامام بمسيرة النهوض ، والنشاط البلدي من ركائزها المهمة . كانت فرصة جيدة لاعادة المواطنين الى الدولة والانتظام العام في مسيرتها، علما ان هناك الكثير من البلديات منحلة او معطل عملها نتيجة الخلافات في ما بينها. ويتابع املا في ان تنسحب الجدية الحكومية التي تظهرت في اجراء الانتخابات البلدية على الملفات الأخرى العالقة منها المتعلق بالإصلاحات وملء الشغور في المؤسسات العامة حيث لا يزال المواطن يعاني الامرّين لاتمام معاملته.

وعن حجم المشاركة قال ان النسب كانت متقاربة مع الاستحقاقات السابقة، خصوصا في المدن، لكنها كانت مرتفعة اكثر في القرى والبلدات التي اتسمت انتخاباتها بطابع سياسي وحزبي واتخذت منها «بروفا» للنيابية مثل بشري وزغرتا والبترون وسواها حيث تعدت نسبة الاقتراع الخمسين والستين في المئة، وان دلت على شيئ فعلى المنافسة الديموقراطية التي تبدأ كما قلت من الأمور التنموية البسيطة حيث الحاجة اليها كبيرة بعد غياب طويل للدولة ومؤسساتها.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.