الرئيس بشار الأسد… المضحك المبكي

110

كتب عوني الكعكي:

تملكني العجب عندما قرأت اعتراضاً من الحكومة السورية على زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة الاميركية الجنرال مارك ميلي لقاعدة عسكرية أميركية في شمال سوريا.

فعلاً النظام السوري أمره عجيب غريب، فالقوات الاميركية تحتل شمالي سوريا منذ عام 2015، وهذه المنطقة اسمها «سوريا المفيدة» لأنّ النفط والقمح موجودان فيها، وأميركا تستفيد من النفط في تلك المنطقة وتبيعه في الأسواق وتجني الأموال الطائلة منه. كذلك الامر بالنسبة للقمح الذي يعتبر الغذاء الأساسي للشعب السوري. والغاية من احتلال تلك المنطقة كانت تجويع الشعب السوري، وحرمانه من القمح… كذلك تفقير هذا الشعب، حيث راح يستورد النفط والبنزين والغاز والمازوت بالعملة الصعبة غير المتوفرة أصلاً لدى الحكومة.

العجيب الغريب في هذا الموضوع ان الاميركيين يحتلون الشمال السوري، كما قلنا، منذ عام 2015 أي منذ ثماني سنوات، وها هو النظام استفاق اليوم واحتج على زيارة رئيس هيئة الأركان.

السؤال البديهي هو: بماذا جوبه الاحتلال الاميركي منذ ثماني سنوات؟ لا توجد مشكلة حيث أصبحت المشكلة هي زيارة رئيس هيئة الأركان فقط.

لا أستغرب تصرّف النظام بهذا الشكل، خصوصاً من الذين يعرفون سوريا جيداً. فهم يعلمون ان الرئيس بشار الأسد الذي قتل مليوناً ونصف المليون من شعبه بسبب ان الشعب يريد انتخابات نيابية حُرّة، ويريد إطلاق الحريات الاعلامية، ويريد نظاماً ديموقراطياً حرّاً، كل هذه الطلبات رُفضت لأنّ الرئيس بشار الأسد هو رئيس الى الأبد، وهو رئيس جالس على كرسي الرئاسة مهما يحصل في سوريا.

عندما تسلم بشار الرئاسة عام 2000، بعد وفاة والده الرئيس حافظ الأسد لم تكن سوريا مدينة ولو بدولار واحد. أما اليوم، وبسبب الحرب الأهلية صارت سوريا بحاجة الى 1000 مليار دولار لتعود كما كانت يوم وفاة حافظ الأسد.

الذين يعرفون سوريا جيداً، ويدركون ان الرئيس بشار الأسد غبي ولا يستحق أن يكون رئيساً لأنه لو كان عنده ذرة من الذكاء لما ترك الأمور تصل الى ما وصلت إليه. إذ ان حادثة بسيطة جرت حين تظاهر 14 شاباً أعمارهم بين 10  و14 سنة وأخذوا يطلقون شعار: الشعب يريد إسقاط النظام، قام العميد عاطف نجيب، وهو ابن خالة الرئيس، باعتقال هؤلاء الشباب واقتلاع أظافرهم.. وعندما جاءت امهاتهم للمطالبة بالعفو عنهم قال العميد عاطف نجيب لهنّ كلاماً كبيراً لا يمكن لأي إنسان أن يتحمّله لأنّ كلامه كان قذراً.

وبدل أن يذهب الرئيس بشار ومعه زوجته ليقف «على خاطر العائلات» ويطيّب أمورهم لم يقم بأي رد فعل.

الأنكى من كل ذلك، انه حين أجريت معه مقابلة في إحدى المحطات التلفزيونية الاميركية، سُئل عن الموضوع فأجاب: انّ أحداً لم يشتكِ عنده على تصرفات العميد عاطف نجيب.

هذا الجواب وحده يكفي لنعلم لماذا حصل ما حصل في سوريا.

على كل حال، النظام أصبح في أيامه الأخيرة مهما تآمر ومعه الايرانيون والميليشيات العراقية الشيعية و»الحزب العظيم»، فآجلاً أو عاجلاً، النظام سينتهي فقد بدأ يلفظ أنفاسه وصار في المرحلة الأخيرة.

aounikaaki@elshark.com

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.