العالم العربي يهدّده خطران.. إسرائيل وإيران (1)
كتب عوني الكعكي:
منذ عام 1948 واحتلال اليهود الصهاينة لفلسطين بالاتفاق مع بريطانيا وبدعم منها، فقد احتل اليهود الصهاينة القسم الأكبر من فلسطين، وطردوا حوالى 700 ألف فلسطيني، إضافة الى ان هناك احتلالاً إسرائيلياً ثانياً جاء عام 1967، فتم احتلال غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، كذلك تم احتلال سيناء المصرية والجولان السوري.
وفي عام 1973 اتفقت مصر مع سوريا وباقي الدول العربية كالمملكة العربية السعودية، إذ شاركت قوات سعودية في دعم الجيشين المصري والسوري في حرب تشرين المجيدة كما يسمّيها السوريون، و»حرب اكتوبر» كما يسميها المصريون، واستطاعت القوات المصرية عبور «خط بارليڤ»، وهذا إنجاز تاريخي لمصر يسجل لها وللقوات السورية التي تقدمت في الجولان وعبرت خط آلون حتى وصلت الى نهر الاردن.
وكأنّ الخطر الصهيوني لا يكفي العرب، إذ جاءَهم الخطر الايراني المتمثل بـ»الملالي» وعناصره الذين يحملون مشروع التشييع، كما أعلن الإمام آية الله الخميني منذ تسلمه الحكم في إيران بعد خلع الشاه ان كل المسلمين يجب أن يكونوا شيعة، وهو يعلم ان عدد أهل السنّة يبلغ ملياراً وخمسماية ألف، بينما مجموع الشيعة في العالم لا يتعدّى الـ150 مليوناً.
المصيبة ان أوّل عمل قام به آية الله الخميني هو شن حرب ضد العراق، وبقيت تلك الحرب 8 سنوات من عام 1980 لغاية 1988.
ومن الطبيعي أن يكون عنوان تلك الحرب، كما أعلن عنها آية الله الخميني، تشييع المسلمين السنّة.
لم يكتفِ نظام الملالي بحربه ضد العراق بل تغلغل الى لبنان ودخل بحجة انه يريد مساعدة أهل الشيعة ضد إسرائيل وطردها بعدما احتلت لبنان، ووصلت الى العاصمة بيروت، وكانت أوّل عاصمة عربية تدخلها قواتها، وبقيت بيروت لوحدها محاصرة 100 يوم.. وكانت تُقْصَف من الطائرات ومن البحر ومن الدبابات التي كانت تحيط بالقصر الجمهوري في بعبدا.
الخدعة الكبرى هي ان نظام الملالي قام بإنشاء ما يسمّى بـ»فيلق القدس»، وفرز له من الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني قائداً…
والخدعة الثانية هي ان هذا الفيلق لم يطلق في أي يوم من الأيام رصاصة واحدة أو صاروخاً واحداً ضد اسرائيل، بالرغم من انه أُنشئ لتحرير القدس. على كل حال لا أحد يعلم أي «قدس» يعنون؟ وطبعاً هم من جماعة التقية، أي انهم يقولون شيئاً ويفعلون نقيضه.
الاتفاق الذي وُقّع في بكين بين إيران والمملكة العربية السعودية وبرعاية الصين هو من الاتفاقات المهمة، ولكن العبرة في التنفيذ، لأنّ الايراني تاريخه في الاتفاقات لا يشجع.
على كل حال، يجب أن ننتظر لنرى:
أولاً: البند الأول في الاتفاق حول اليمن كان تبادل الأسرى، وهذا حصل ولكن بهدوء ومن دون إعلام..
ثانياً: البند الثاني يقول إنّ على اليمنيين أن يجلسوا مع بعضهم البعض لترتيب انتخاب رئيس وحكومة ووزراء ومدراء وغير ذلك.
هنا يقول الحوثيون إنهم غير مستعدين أن يجتمعوا مع إخوانهم اليمنيين لانهم لا يمثلون إلاّ أنفسهم أو المملكة العربية السعودية.
وانطلاقاً من ذلك، إذا كانت السعودية تريد فعلاً اتفاقاً فعليها أن تجتمع مع الحوثيين، وهكذا يتم الاتفاق، خصوصاً أنّ الحوثيين يعتبرون ان السعوديين هم الذين تبادلوا الأسرى مع الحوثيين، ما يؤكد ان السعودية هي طرف في النزاع ولا يجوز أن تنفي علاقتها بما يجري.
ثالثاً: صرّح وزير خارجية أميركا انتوني بلينكن ان ايران لا تزال تهرّب أسلحة الى الحوثيين في اليمن، وهذا يعني ان الحوثيين لا يزالون يستعدّون للحرب.
رابعاً: هناك الكثير من البنود في الاتفاق بحاجة الى نيات طيبة وصادقة، وهذا لا يمكن أن تجده عند «الملالي» الذي يتبع مؤيدوه التقية.
خامساً: تاريخ إيران بالاتفاقات تاريخ سيّئ، ومهنة الكذب هي قصة مبدئية عندهم.
سادساً: هناك سؤال يجب أن يُسْأل ونتمنى أن يستطيع أحد الجواب عليه، وهو: ماذا عن مشروع التشييع؟
سابعاً: يدّعي الرؤساء والقيادات الدينية ان إيران تسيطر على أربع عواصم عربية، هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، فهل تعطّل المشروع؟! وإذا كان ذلك حقيقة، فما علاقة هذا الكلام بالبند الوارد بالاتفاق الذي ينصّ على ان إيران يجب أن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، فهل تنفذ إيران هذا الاتفاق؟ ولماذا لا تعلن ذلك جهراً؟
[الحلقة الأولى]