بري: الاميركيون لا يفعلون شيئاً لوقف العدوان الاسرائيلي
ميقاتي: المساعي الدولية لوقف الحرب مستمرة ولكن ..
وفي اليوم السابع عشر على انطلاق العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي على لبنان متنقلا بغاراته بين الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب والبقاع، لم يطرأ على المشهد الامني والسياسي ما يبدل في المعادلة القائمة على رفض بنيامين نتنياهو التراجع عن قرار تدمير وانهاء حزب الله مقابل عزم الحزب على استمرار المقاومة وعدم فصل جبهة لبنان عن غزة. اما الدبلوماسية فلم يعد لها من مكان الا في المواقف والخطابات ما دامت واشنطن سحبت يدها وفرنسا على خصومة مع نتنياهو الذي لا يعير اهمية لسائر الدول العاملة على خط الوساطات. وتبعا لذلك، سيبقى لبنان تحت النيران الاسرائيلية الى امد غير قريب وسيتواصل القصف والغارات والدمار ويرتفع معهما عدّاد الشهداء الذي بلغ حتى اليوم 2123.
اتصالات مستمرة
بالتزامن مع العمليات العسكرية على الحدود والغارات في الداخل الآخذة في التوسع، وقد استهدفت امس للمرة الاولى الوردانية في اقليم الخروب، وعلى رغم فشل كل الجهود الدبلوماسية حتى الساعة، لم ييأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بل يستمر في مساعيه الهادفة لمحاولة وقف النار واحياء الـ1701، وايضا تحقيق خرق في الملف الرئاسي.
ميقاتي
امس، جدد ميقاتي التأكيد «ان المساعي العربية والدولية لا تزال مستمرة لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، لكن التعنّت الاسرائيلي والسعي لتحقيق ما يعتبره العدو مكاسب وانتصارات لا يزال يعيق نجاح هذه المساعي». وقال رئيس الحكومة أمام زواره: «قد يعتقد البعض ان الجهود الديبلوماسية قد توقفت، وهناك ما يشبه الموافقة الضمنية على مضي اسرائيل في عدوانها، لكن هذا الانطباع غير صحيح، فنحن مستمرون في اجراء الاتصالات اللازمة، واصدقاء لبنان من الدول العربية والاجنبية يواصلون ايضا الضغط لوقف اطلاق النار لفترة محددة للبحث في الخطوات السياسية الاساسية واهمها التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701، واجبار العدو الاسرائيلي على تنفيذه». واشار رئيس الحكومة الى أن ازمة النزوح من المناطق التي تتعرض للعدوان الاسرائيلي تشكل عنصر ضغط اضافيا وملفا طارئا تجنّدت الحكومة لكل طاقاتها واجهزتها لمواجهته. أضاف: «ان اللجنة الوزارية الخاصة بهذا الملف تعمل بشكل متواصل وفق آلية محددة تم الاتفاق عليها منعا للتجاوزات ولضمان ايصال المساعدات الى المحتاجين. هناك بالتأكيد تقصير في هذا الملف بالنظر الى حجم النزوح الكبير وتسارعه وارتفاع اعداد النازحين يوميا، لكننا ماضون في مواجهة هذا التحدي بمسؤولية وباذن الله سنتجاوز، بتعاضدنا ووحدتنا، هذه الازمة المريرة». وابدى رئيس الحكومة ارتياحه وشكره لكل الدول والهيئات التي سارعت الى تقديم الدعم لمواجهة هذه الازمة. وختم: «نحن نقدّر للاشقاء والاصدقاء وقوفهم الى جانبنا واعانتنا ، وهذا الدعم السياسي الانساني والمعنوي هو محط تقدير وشكر اللبنانيين جميعا».
بري
في الموازاة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا محمد رضا شيباني حيث تناول اللقاء الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة جراء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان.
من جهة ثانية، أكد بري أن لا تقدم إيجابياً بشأن وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان، غامزاً من قناة الأميركيين الذين يقولون إنهم مع وقف الحرب، لكنهم لا يفعلون شيئاً لتحقيق ذلك. ولفت إلى أن تفويض حزب الله له بالمفاوضات السياسية ليس جديداً، وإنْ كان تم تجديد تأكيده.
وأشار بري في حديث الى «الشرق الاوسط»، الى أن الموقف اللبناني لا يزال متمسكاً بالثوابت التي أُقرت خلال اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والوزير السابق وليد جنبلاط. ولخص المواقف الدولية من مساعي وقف الحرب قائلاً: «الفرنسيون ما زالوا معنا في الموقف، وكذلك البريطانيون. أما الأميركيون فيقولون إنهم معنا، لكنهم لا يفعلون شيئاً لوقف العدوان».
وأكد أن التفويض الذي تحدث عنه نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «ليس جديداً، ولا يغير شيئاً». وقال: «في حرب عام 2006 كنت أتولى التفاوض السياسي، واليوم أفعل الشيء نفسه»، نافياً ما يتردد عن «رفضه التفويض».
ولفت إلى أن الوضع المستجد لدى حزب الله بعد الحرب يعوق حراك مسؤوليه، وبالتالي يزيد من المسؤولية الملقاة على عاتقه. وأشار إلى أنه يعوّل على جلسة مجلس الأمن المرتقبة الخميس وما إذا كان سيصدر عنها شيء بخصوص لبنان، باعتبار أن الملف سيكون حاضراً هناك، عادّاً أن هذه الجلسة ستحمل مؤشرات على مسار الحراك السياسي.
جولة الاعتدال
رئاسيا، التقى رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع في معراب نواب تكتل «الاعتدال الوطني»: أحمد الخير، سجيع عطيه ووليد البعريني، في حضور نواب تكتل «الجمهورية القوية» غسّان حاصباني ، فادي كرم والياس خوري. وقال الوفد بعد اللقاء: هناك إجماعٌ على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وبناء دولة وشدّدنا على ضرورة احتضان النازحين. تابع: كان رئيس مجلس النواب نبيه برّي واضحاً بضرورة الفصل بين الرئاسة وإطلاق نار وبين لبنان وغزّة. كما التقى نواب «الاعتدال الوطني» نواب «التكتل الوطني المستقل» طوني فرنجية، وليم طوق، ميشال المر وفريد هيكل الخازن ، في دارة الخازن في جونية، حيث تم البحث في الملف الرئاسي والأوضاع العامة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه، وضرورة وقف إطلاق النار وتطبيق القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701. واجتمعوا ايضا مع النواب بولا يعقوبيان، ابراهيم منيمنة وفراس حمدان، ثم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى.