برّاك يجول على الرؤساء: قرار دخول «الحزب» الحرب سيئ جداً

لبنان يلتزم الإستقرار والإصلاحات وضبط الحدود ويطالب بانسحاب إسرائيل

11

على وقع استمرار القصف والغارات المتبادلة بين اسرائيل وايران التي أطلقت امس أكبر دفعة صواريخ خلال 48 ساعة ضمت نحو 20 إلى 30 صاروخاً حط «الموفد الموقت» صباحاً في بيروت، مستطلعاً توجهات العهد عموما ولا سيما في مسألتي حصر السلاح وضبط الحدود مع سوريا والاصلاحات.

بعبدا

 برّاك استهلّ جولته بلقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وأفادت مصادر قصر بعبدا أنّه أبلغ عون توليه الملف اللبناني موقتًا ريثما يتم تعيين موفد أصيل. وطالب براك بالإسراع في ملف سلاح حزب الله من دون تحديد مهلة لذلك، بحسب المصادر، وإن الجانب اللبناني طالب بالإنسحاب من المناطق التي لا تزال محتلة وبوقف الخروقات وإطلاق الأسرى. وأشارت ايضا إلى عودة الحديث إلى مبدأ خطوة في مقابل خطوة، أي أن تنفذ إسرائيل خطوة يقابلها لبنان بخطوة في موضوع السلاح. وطالب برّاك الجانب اللبناني بالمزيد من التنسيق مع الجانب السوري في موضوع الحدود وترسيمها، ولم يتطرق في شكل مباشر إلى مسألتي مزارع شبعا وبلدة الغجر. 

وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للموفد الاميركي، ان لبنان يتطلع الى دعم الولايات المتحدة الأميركية في ما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك تثبيت الامن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الاعمال العدائية والتمديد للقوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل» التي تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبناني على تطبيق القرار 1701 وصولا الى الانتشار حتى الحدود المعترف بها دوليا، مؤكدا ان لبنان قرر زيادة عديد الجيش في جنوب الليطاني حتى عشرة الاف جندي.  وأشار الرئيس عون الى ان وجود الجيش اللبناني في المناطق الحدودية يطمئن الأهالي ويعزز دور مؤسسات الدولة في المدن والقرى الجنوبية. وأشار الى ان وحدات الجيش المنتشرة جنوب الليطاني تواصل تطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملا لجهة إزالة المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر ومنع أي وجود مسلح غير الأجهزة الأمنية، لكن تعذر عليها حتى الان استكمال مهمتها نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ومحيطها. وشرح الرئيس عون للموفد الأميركي ما تقوم به الحكومة في مجال الإصلاحات المالية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب، مؤكدا ان مسيرة الإصلاحات بدأت ولن تتوقف بالتزامن مع مكافحة الفساد وتفعيل مؤسسات الدولة وأجهزتها لتواكب التطور في مختلف المجالات. وتطرق البحث أيضا الى الخطوات التي يتخذها لبنان تحقيقا لمبدأ حصرية السلاح، فأكد الرئيس عون ان الاتصالات قائمة في هذا المجال، على الصعيدين اللبناني والفلسطيني معربا عن امله في ان تتكثف بعد استقرار الوضع الذي اضطرب في المنطقة نتيجة احتدام الصراع الإسرائيلي- الإيراني.

النزوح

 وتناول الرئيس عون والموفد الأميركي العلاقات اللبنانية- السورية، فأكد رئيس الجمهورية على وجود شقين في هذا الإطار، الأول يتعلق بموقف لبنان الداعي الى عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم مؤكدا على أهمية الدعم الأميركي لهذا الموقف، والشق الثاني يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلع لبنان الى تفعيلها لاسيما لجهة المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية- السورية من جهة، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا. واقترح لبنان على الجانب السوري تشكيل لجان مشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لاسيما في المجال الأمني.

في عين التينة

 كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، برّاك والوفد المرافق بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون.وتناول اللقاء الذي إستمر لأكثر من ساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وكرر الرئيس بري التأكيد على أهمية حضور ودور قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان والتمديد لها، لأهمية دورها في تطبيق القرار 1701 وإتفاق وقف اطلاق النار وتعاونها مع الجيش اللبناني في هذا الإطار. وشدد رئيس المجلس على الجهد الأميركي لإلزام إسرائيل بضرورة الوفاء بإلتزاماتها بتطبيق بنود القرار 1701 والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات كمدخل أساسي لكي ينعم لبنان بالإستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار. ترامب كان واضحا  بدوره، قال الموفد الاميركي بعد اللقاء: في كل مكان زرته في العالم هناك لبنانيون صنعوا من الصحراء واحة والآن علينا أن نفعل ذلك. ورداً على سؤال حول الموقف من الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وكيفية حلها؟ أجاب باراك: حسنًا، لو كان بإمكاني تقديم حل لكم في دقيقتين لما كنت هنا. وسئل باراك: ماذا لو تدخل حزب الله في الحرب القائمة بين اسرائيل وايران؟. أجاب: علينا أن نناقش الأمر لكن أستطيع أن أقول نيابةً عن الرئيس ترامب وهو كان واضحًا جدًا في التعبير عنه، إن ذلك سيكون قراراً سيئًا للغاية. ونُقِل عن برّاك قوله أن زيارته لبيروت جاءت لمساعدة لبنان وكي لا تتكرر الحرب، لافتًا إلى أنّه «لو كان لديه حل للنزاع الإسرائيلي اللبناني لما أتى إلى بيروت»، مشيرا الى «أننا نحمل رسالة في ظلّ الوضع المعقّد في العالم ونؤمن أنّه مع القيادة الجديدة ستبدأ عملية السلام والتحسن وملتزمون بمساعدة لبنان ولدينا أمل».

في السراي

اما في السراي، حيث استقبله الرئيس نواف سلام، فجرى البحث في تطورات الوضع في لبنان والمنطقة. وأكد الرئيس سلام تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم. وأكد أن الحكومة اللبنانية عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. كما شدد على أهمية دور اليونيفيل واستمراره لضمان تطبيق القرار 1701، وطالب بمساعدة لبنان في الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة. وأطلع الرئيس سلام المبعوث الأميركي على الخطوات التي قامت بها الحكومة، والتنسيق المستمر مع الجانب السوري لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيدًا للوصول إلى ترسيم الحدود.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.