بعد سقوط أذرع دول الممانعة والمقاومة ماذا ستفعل إيران؟

63

كتب عوني الكعكي:
لا شك أنّ إيران لم تستوعب بعد سقوط سوريا بالطريقة التي سقطت فيها، والخسائر العسكرية التي مُنيت بها إيران والحرس الثوري و «فيلق القدس». فلغاية اليوم، يبدو أنّ إيران لم تستوعب ذلك.. وكي نكون أكثر دقة، فإنّ آية الله علي الخامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية لا يزال يظن أن سوريا لا تزال موجودة، والرئيس الهارب لا يزال يحكمها، هذا أولاً.
أما العراق «فلم يَعُد لعبة» في يد اللواء «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس الذي كان الحاكم الفعلي للعراق منذ الاحتلال الأميركي للعراق وسقوط الرئيس البطل صدّام حسين الذي أجبر آية الله الخميني أن يقول عندما توقفت الحرب التي استمرت 8 سنوات: «إني أتجرّع كأس السم، وأنا أوافق على وقف إطلاق النار».
اللواء قاسم سليماني رتب وأوجد الميليشيات الطائفية في العراق على الشكل التالي: عصائب أهل الحق، سرايا طليعة الخراساني، كتائب سيد الشهداء، حركة حزب الله النجباء، كتائب حزب الله، سرايا السلام، فيلق الوعد الصادق، منظمة بدر والحشد الشعبي.
والمثير أيضاً أن رواتب عناصر هذه الميليشيات كانت تجبر الحكومة على دفع الرواتب، بالإضافة الى تخصيص ميزانية 6 مليارات دولار سنوياً لسليماني كي يصرفها على الميليشيات في الدول العربية الأخرى، أي في سوريا ولبنان كحزب الله، وعلى الحوثيين في اليمن وفلسطين (حماس).
لقد تحوّلت أغنى دولة عربية، وهي العراق، بفضل نظام ولاية الفقيه وعلى يدي قاسم سليماني الى أفقر دولة عربية، لأنّ ميزانيتها ومداخيلها من النفط والغاز كانت تصرف على تمويل مشروع ولاية الفقيه، أي على الميليشيات الطائفية وعلى حزب الله وعلى الحوثيين وعلى حركة حماس.
اليوم، تغيّرت الأمور خاصة بعد اغتيال اللواء سليماني ومعه أبو مهدي المهندس يوم 3 كانون الثاني 2020 في مطار بغداد، وأصبحت الدولة الشرعية العراقية الوطنية تبتعد رويداً رويداً عن إيران… ويمكن القول إن العراق لم يعد بيد إيران كما كان من قبل… يعني ذلك أن دمشق وبغداد لم تعودا بيد إيران.
كذلك الخسارة الكبرى التي مُني بها حزب الله باستشهاد قائد الحزب وأمينه العام السيد حسن نصرالله، ومعه ابن خالته السيد هاشم صفي الدين ومعظم قادة الصف الأول في القيادة، في الغارات على مقر الحزب في قلب الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، بالقنابل التي تزن الواحدة منها 80 طناً والتي اخترقت 8 «طوابق» تحت الأرض حيث كان السيد نصرالله يظن أنه في مكان آمن…
كذلك عملية «البيجرز» التي أدّت الى اغتيال وجرح 4000 مقاتل من خيرة الصف الأول في المقاومة، ما أدّى ذلك الى إجبار الحزب للموافقة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل بالشروط التي فرضتها إسرائيل طبعاً… وبعد 11 فرصة «لو» «لو» «لو» قبِل بها السيّد حسن لكان الحزب اليوم هو الحاكم الفعلي والوحيد في كل لبنان… ولكن الذي جرى جرى… والحزب يتلقى يومياً الضربة تلو الضربة وإسرائيل تتصيّد المقاتلين من الحزب ومن حركة حماس كما يتصيّد الصيّاد العصافير… أصبح كل مقاتل أينما وُجد هدف سهل لإسرائيل.
لم يبقَ من الأذرع إلاّ نصف ذراع يسمّى اليمن السعيد أو التعيس، لأنّ كل صاروخ يطلق على إسرائيل يكلف خسائر بشرية ومحطات كهرباء ومباني ما يعادل 5 مليارات دولارات لإعادة بناء ما تهدمه إسرائيل والقنابل الأميركية.
بعد هذا الشرح، وأتمنى أن يصل الى آية الله الخامنئي، أظن أن السيّد سيعيد النظر في حسابه وسيذهب الى تسوية، لأنّ الرئيس الأميركي أعطاه انذاراً شهرين، والرئيس دونالد ترامب لا يمزح.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.