بلينكن: لا ينبغي على العالم أن ينخدع بمقترحات بكين بشأن أوكرانيا
روسيا والصين شركاء في التعاون الاستراتيجي الشامل
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنه «على الصين أن تستخدم نفوذها لإقناع روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا»، معتبراً أن «الدعوة لوقف إطلاق النار بما لا يشمل إخراج قوات روسيا من أوكرانيا من شأنه دعم التصديق على الغزو الروسي».
ورأى بلينكن، أن «الصين لا تشعر بأي مسؤولية لمحاسبة الكرملين على الفظائع التي ارتكبت في أوكرانيا». واعتبر بانه «لا ينبغي على العالم أن ينخدع بمقترحات الرئيس الصيني في موسكو بشأن أوكرانيا».
واستقبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نظيره الصيني، شي جين بينغ، في الكرملين، وبحثا عددا من القضايا المهمة، ومن أهمها الخطة الصينية للتسوية في أوكرانيا.
وشدد بوتين، على أن روسيا منفتحة على المفاوضات في الأزمة الأوكرانية، وأكد احترامه للمبادرة الصينية بهذا الصدد، ولفت الى أننا «سنناقش بالتأكيد كل هذه القضايا، بما في ذلك مبادراتك، التي نتعامل معها بالتأكيد باحترام».
وذكر بوتين، أن «روسيا والصين حققتا خطوات مهمة في تطوير العلاقات المشتركة على مدى 10 سنوات، مشيرا إلى ارتفاع حجم التجارة بين البلدين بأكثر من الضعف، ليصل إلى 185 مليار دولار».
وأضاف بوتين، أن «الصين تمتلك نظاما اقتصاديا، ونظام حكم ذو كفاءة عالية، بخلاف الكثير من الدول، مشيرا إلى أن الصين حققت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، وأصبحت موضع اهتمام حقيقي في جميع أنحاء العالم».
بدوره، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ، الى أنه «يجب أن تكون هناك علاقات وثيقة بين الصين وروسيا، وبفضل قيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحرزت روسيا تقدما كبيرا في ازدهار الدولة، وسوف يدعم الشعب الروسي زعيم البلاد في القيام بمهام جيدة».
وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن «الجانب الصيني يولي اهتماما كبيرا لتطوير العلاقات الصينية الروسية، لأن هناك منطقا تاريخيا في ذلك، لأننا أكبر الدول في المنطقة، فنحن شركاء في التعاون الاستراتيجي الشامل، هذا الوضع هو الذي يحدد أنه يجب أن تكون هناك علاقات وثيقة بين بلدينا».
وأشاد شي جينبينغ وفلاديمير بوتين بمتانة شراكتهما قبل ساعات من وصول الرئيس الصيني إلى موسكو لعقد قمة مع نظيره الروسي المعزول على الساحة الدولية.
والزيارة التي تستمر ثلاثة أيام هي أول زيارة دولة يقوم بها شي لروسيا التي ترتبط بعلاقات ديبلوماسية واقتصادية مهمة مع الصين، منذ حوالى أربع سنوات.
وفي مقال نشرته صحيفة روسيسكايا غازيتا الروسية، وصف الرئيس الصيني الزيارة بأنها «رحلة صداقة وتعاون وسلام» فيما ينظر الغربيون بحذر إلى العلاقة بين البلدين.
وكتب شي «اتطلع إلى العمل مع الرئيس بوتين لنعتمد معا رؤية جديدة» للعلاقات الثنائية.
وتترقب أوكرانيا بقلق زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الى الكرملين هذا الأسبوع خشية أن تقرر بكين، الحليفة الاستراتيجية لروسيا، في نهاية المطاف تسليم أسلحة لموسكو وبالتالي التأثير على نتيجة الحرب.
وتتحصن الصين بدورها في تسهيل استئناف العلاقات الديبلوماسية مؤخرا بين السعودية وإيران، لتطرح نفسها في موقع الوسيط في النزاع في أوكرانيا داعية إلى مفاوضات سلام بين موسكو وكييف.
وفي مقال نشرته صحيفة صينية أثنى بوتين على «عزم الصين على لعب دور بناء في تسوية» النزاع معتبرا أن «العلاقات الروسية الصينية بلغت ذروتها التاريخية».
وتعطي زيارة الرئيس الصيني دفعا لبوتين الذي يواجه عزلة دبلوماسية وتحدى الغرب في نهاية الأسبوع بزيارة ماريوبول، المدينة الأوكرانية التي دمرها القصف الروسي.