بن فرحان: دور حيوي لأميركا بالمنطقة وموقف الخليج ثابت فلسطنياً

روبيو: ملتزمون بضمان دولة لبنانية قوية خالية من نفوذ إيران و"حزب الله" وبغزة خالية من الارهاب وسوريا موحدة وليست قاعدة لزعزعة الاستقرار

9

اشار وزير الخارجية الأميركي ​ماركو روبيو​ خلال اجتماع مع وزراء خارجية دول ​مجلس التعاون الخليجي​ الى أن “الأسابيع الماضية، وحتى الأيام الأخيرة، كانت مليئة بالتحديات الكبيرة، ولذلك فإن محادثاتنا هنا ربما تكون من بين الأكثر أهمية على الإطلاق. كل واحد منكم شريك موثوق، وشريك مهم للولايات المتحدة، ونريد أن نواصل العمل معاً لتحقيق الرؤية المشتركة التي عبّر عنها الرئيس مراراً، بما في ذلك منذ ولايته الأولى، من أجل بلوغ مستوى من ​السلام والازدهار​ غير مسبوق في الماضي”.

واكد أننا “ندرك جيداً أن ​الوضع في غزة​، والوضع بين إسرائيل وغزة، يمثل هاجساً أساسياً للجميع هنا. نحن نريد لهذا الصراع أن ينتهي. نريد له أن ينتهي فوراً، كما قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، نريد أن ينتهي مع الإفراج عن جميع الاسرى، سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً. نريد أن ينتهي في غزة خالية من الإرهاب والتطرف، لا تشكل تهديداً لإسرائيل أو لأي جزء من المنطقة، وفيها يتمكّن الشعب الفلسطيني وأهالي غزة من العيش بسلام وازدهار كما نتمناه ليس فقط للمنطقة، بل لبلداننا والعالم كله. وفي هذا السياق، تعلمون أن هناك عملاً مهماً جارياً الآن، حتى ونحن نتحدث هنا، من أجل بلوغ هذه الأهداف بأسرع وقت”.

 

روبيو: نريد سوريا قوية

ولفت روبيو الى أن “هناك أيضاً فرص فريدة ومثيرة نعمل عليها معاً. واحدة منها هي ​مستقبل سوريا​، وهو أمر قبل عامين فقط أو حتى قبل عام كان يبدو مستحيلاً. ترامب ما زال ملتزماً ليس فقط بشكل أحادي، بل بالتعاون مع كل دولة ممثلة هنا اليوم، بمنح سوريا فرصة لبناء دولة قوية وموحّدة، تحترم تنوعها، مستقرة، لا تُستخدم كقاعدة للإرهابيين أو القوى الأجنبية التي تسعى لشن هجمات أو زعزعة استقرار جيرانها”.

واعتبر أن “في العديد من النواحي، فإن استقرار سوريا يعني ​استقرار المنطقة​. أمامنا فرصة تاريخية ربما لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات. وأعلم أن كل دولة هنا منخرطة بهذا الشأن”، مشيرا الى أن “ترامب اتخذ خطوة جريئة في أيار، ونحن نتابع هذا المشروع المهم ونبقى ملتزمين به”.

 

روبيو والموقف من لبنان

واكد أن “بالمثل في ​لبنان​، هناك فرصة تاريخية أيضاً. ​الولايات المتحدة​ ملتزمة بضمان وجود دولة لبنانية قوية، تحترم تنوعها، خالية من ​نفوذ إيران​ و​حزب الله​ ومن يحاولون تقويض استقرارها، وتمكّن الدولة من فرض سيادتها والخروج من الأزمة الاقتصادية المزمنة”.

 

إيران مزعزعة للاستقرار

واضاف روبيو “أعتقد أنه من المهم أن نكون واضحين فيما يتعلق بما نعتبره في الولايات المتحدة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار. أود أن أقول إننا نحمل تقديراً كبيراً لشعب إيران وثقافته العريقة وتاريخه العميق، لكننا نرى أن قيادته منشغلة بتصدير الثورة وزعزعة الاستقرار أكثر من انشغالها برفاهية شعبها. وكما قال ترامب أمس: لا يمكن السماح لأكبر راعٍ للإرهاب في العالم بامتلاك أسلحة دمار شامل مثل السلاح النووي”.

ورأى أن “الخبر الجيد هو أن هذا النظام يواجه اليوم تحديات كبيرة مقارنة بسنوات مضت، وهذا ربما يفتح المجال أمامنا لإنجاز بعض ما نصبو إليه في المنطقة، ومنها في سوريا حيث كان النظام الإيراني داعماً أساسياً للنظام السوري السابق. لدينا الكثير لنناقشه هنا. هذا المنتدى مهم، ونحن ملتزمون به تماماً، وترامب ملتزم شخصياً به، سواء على المستوى الثنائي مع كل دولة، أو عبر هذا الإطار الجماعي الذي أثبت قيمته الكبيرة”.

 

بن فرحان: نثمّن دور أميركا في المنطقة

بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان “دول مجلس التعاون الدور الحيوي للولايات المتحدة في دعم أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط، باعتبارها ركناً أساسياً في هذه الشراكة الاستراتيجية. كما نكرر إدانتنا للهجوم الإسرائيلي على جارتنا قطر، والذي يعد انتهاكاً للقانون الدولي ويهدد أمن المنطقة واستقرارها. نؤكد دعمنا الكامل لقطر في مساعيها لحماية أمنها وشعبها وكل من يقيم على أرضها”.

وشدد على أن “​القضية الفلسطينية​ تبقى في صدارة سياساتنا، وهدفنا النهائي هو تحقيق سلام شامل. وفي هذا السياق، ندعو إلى تكثيف الجهود لإيجاد ​حل الدولتين​ وفق القانون الدولي، ورفع كل العقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة”.

واشار الى أن “بخصوص العراق، نثمّن الجهود الأميركية لتعزيز دور الأمم المتحدة هناك، ونؤكد أهمية حل كل القضايا العالقة مع دولة الكويت”.

 

العدوان على قطر وغزة انتهاك للقانون الدولي

من جهته، اشار الأمين العام لمجلس التعاون جاسم محمد البديوي الى أن “منطقتنا شهدت مؤخراً حدثاً بالغ الخطورة تمثل في الاعتداء الإسرائيلي السافر على دولة قطر، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة قطر وسلامة أراضيها. استهدف هذا الهجوم مقرات سكنية تضم وفداً من المكتب السياسي لحركة حماس المنخرط في مفاوضات وساطة تقودها قطر بشأن غزة. وقد أدى هذا الاعتداء إلى استشهاد أحد عناصر الأمن وسقوط مدنيين، وعرّض حياة السكان للخطر في منطقة مكتظة بالمدارس والبعثات الديبلوماسية ورياض الأطفال”.

وقال “أما المأساة الإنسانية في غزة، والعدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، وجريمة الإبادة وفرض الحصار والتجويع، فهي تطورات ستنعكس سلباً على السلم والأمن الإقليمي والدولي”، مشددا على “ضرورة التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على تسوية عادلة وشاملة تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية”.

وفي هذا السياق، اكد “أهمية احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها، ونشدد على أن استقرارها ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة. كما ندين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية”.

 

دعم خليجي للبنان وسيادته

وفي الشأن اللبناني، جدد موقف المجلس الثابت في دعم لبنان وسيادته واستقراره، ونؤكد أهمية الإصلاحات السياسية والاقتصادية لتحقيق تطلعات شعبه.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.