بيروت طوت الصفحة الانتخابية والعين على استحقاق الجنوب
يومان بعد المئة من عمر حكومة الرئيس نواف سلام حفلت بالانجازات قياساً لطبيعة المرحلة وتحدياتها. ولعل اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في ظل الواقع المحيط بالبلاد أمنياً وسياسيا واقتصادياً يشكل الانجاز الأهم والمفروض ان يتكلل بالنجاح الكامل، إن مرت المرحلة الرابعة والأخيرة بسلام يوم السبت المقبل في الجنوب القابع تحت نيران الاستهداف الاسرائيلي في شكل يومي، واغتيال عناصر وقادة من حزب الله بالمسيّرات، وجديدها اليوم على طريق المنصوري – مجدل زون في قضاء صور، ما ادى الى سقوط 9 جرحى بينهم طفلان و3 من الجرحى بحال حرجة.
المخاوف مشروعة ومبررة ازاء الوضع الامني بخاصة في القرى الحدودية التي يبدو الجهد منصباً على تأمين التوافق فيها للفوز بالتزكية تجنباً للخطر، لا سيما ان الضمانات غير متوافرة بعد، استنادا الى وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار الذي اعلن عن اتصالات يقوم بها كبار المسؤولين لوقف الخروق عموما وتحديدا خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج”، أملا أن “تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً السبت”.
الجولة الاخيرة
البلاد تستعد اذاً للجولة الرابعة والاخيرة من الانتخابات البلدية السبت المقبل جنوبا. في السياق، رأس وزير الداخلية اجتماع المجلس الأمن الفرعي في سرايا صيدا، الذي عقد في حضور محافظ الجنوب منصور ضو وممثلي الأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية في محافظة الجنوب إلى جانب قضاة من لجان القيد. بعد انتهاء الاجتماع تفقد الوزير الحجار سير التحضيرات في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا سيما استمرار الموظفين باستقبال طلبات انسحاب المرشحين حتى يوم الجمعة.
يوم هادئ
ثم تحدث إلى الصحافيين مؤكدا أننا “استفدنا من المراحل الانتخابية السابقة وحاولنا تدارك كل الثغرات والنواقص التي حصلت فيها ونتامل في المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية أن تعيد الدولة حضورها وتأكيد سيادتها في الجنوب”، مؤكدا أن “اجراء هذا الاستحقاق تجديد للعمل البلدي والاختياري والأمل بتقديم احسن الخدمات للجنوب وأهله”. وردا على سؤال عن التخوف من أي اعتداء أسرائيلي اثناء العملية الانتخابية يوم السبت قال “أعيد واؤكد ما قلته مرارا وتكراراً الدولة اللبنانية قرارها واضح بأن لا مجال للمساومة على سيادتها على ارض الجنوب الطاهر بدءاً من القرى الحدودية وكل بلدات الجنوب وصولاً إلى نهر الأولي ومن جهة أخرى بالطبع ما زال هناك جزء محتل من الجنوب ولا زالت الاعتداءات والخروق الاسرائيلية مستمرة لكن الدولة اللبنانية والحكومة بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية نقوم بكل الاتصالات اللازمة لوقف الخروق عموما وتحديدا خلال فترة الانتخابات في الجنوب ومواكبة لعملية الفرز وإصدار النتائج”، أملا أن “تثمر الاتصالات مع الدول الأعضاء في لجنة وقف إطلاق النار يوماً هادئاً انتخابياً السبت”، معتبراً أن “في كل الأحوال نحن لا ننتظر ضمانات ولكننا مصممون على اجراء الانتخابات وممارسة سيادتنا وحضورنا في هذا الجزء الغالي من أرضنا”. ولفت إلى “أننا بالتنسيق مع المحافظ ضو نعمل منذ أسابيع تحسباً و تحضيراً لليوم الانتخابي الطويل وعلى أمل أن تثمر اتصالاتنا الدبلوماسية، وإذا حصل أي خرق أو اعتداء القرار واضح الإكمال بالعملية الانتخابية التعامل مع الواقع على الأرض في حينها وبالطبع لدينا رؤيتنا في كيفية توزيع مراكز الاقتراع وكيفية التعامل مع حركة المواطنين الناخبين وتوزع القوى الأمنية انطلاقاً من هذه المعطيات نتمنى أن تكون الخطة الأمنية لها مفاعيل إيجابية وينتهي معها النهار الانتخابي على خير”.
نتائج بيروت
ايضا، تسلّمت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات، بإشراف وزير الداخلية والبلديات، من محافظ مدينة بيروت مروان عبود نتائج الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظة بيروت كما وردت من لجان القيد العليا، على أن يصار إلى إدخالها عبر البرنامج المعتمد في الوزارة، وتم إعلانها رسمياً عبر الموقع الإلكتروني بعد الظهر.
قانون الانتخاب
على ضفة الانتخابات ايضا، لكن النيابية، المقررة في ايار 2026، عقدت ظهرا جلسة اللجان النيابية المشتركة لدرس اقتراحات قوانين تتعلق بالانتخابات. غير ان الجلسة لم تنته الى اي مقررات وسط شرخ حول تطبيق الاصلاحات التي يتضمنها القانون الحالي لناحية الميغاسنتر والبطاقة الممغنطة مع ضرورة منح المغتربين الحق للاقتراع لكن لا للنواب الـ6 المخصصون لهم، وهو ما طالب به نواب القوات، في مقابل ميل نواب 8 آذار والتيار الوطني الحر لحصر اقتراعهم بـ6، ومطالبتهم بخفض سن الاقتراع…
عباس وسلاح المخيمات
في الغضون، تترقب الساحة الداخلية غدا زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبيروت على مدى ثلاثة ايام، حيث يلتقي رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون، مجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام، ويبحث معهم الملفات ذات الاهتمام المشترك لا سيما ملف السلاح في داخل المخيمات.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.