ترحيب عربي ودولي بالقرارات التاريخية للحكومة

23

على وقع قرار مجلس الوزراء الجريء والاول من نوعه منذ اتفاق الطائف القاضي بحصر السلاح بيد الدولة، وسحب غطاء الشرعية عن المقاومة، يمضي المشهد اللبناني، وسط ترحيب عارم من الداخل والخارج، باستثناء محور الممانعة وراعيته الاقليمية ايران اللذين يصعدان سياسياً ويهددان بمواجهات مباشرة ، عبر مواقف قادتهم والمسؤولين او من خلال حركة “الموتوسيكلات” التي تجوب الشوارع ليلاً من دون طائل، ما دام الجيش في المرصاد، وتحريك الشارع لم يعد متاحاً كما في السابق ، حتى ان الاستقالة من الحكومة ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، ولو اراد وزراء الثنائي ذلك لفعلوها خلال الجلسة.

ترحيب خليجي

 موجة الترحيب المحلي والدولي بالقرار الحكومي تواصلت امس. فقد رحب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة في جميع أنحاء لبنان. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون في بيان اوردته وكالة الانباء القطرية “قنا” أن “هذا القرار يشكل خطوة مهمة نحو تعزيز سيادة الدولة اللبنانية وترسيخ الاستقرار والأمن للشعب اللبناني وتفعيل مؤسساتها”، مشيرا إلى أن “التقدم في هذا المسار مقرونا بالإصلاحات المطلوبة سيسهم بشكل كبير في تعزيز ثقة المجتمع الدولي والشركاء متعدد الأطراف، ويمهد الطريق لبيئة أكثر جذبا للاستثمار، بما في ذلك القطاع الخاص”. كما جدد “تأكيد دعم مجلس التعاون المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، ولمسار الإصلاح وبناء الدولة اللبنانية، وضرورة تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن لبنان، وبخاصة القرار 1701، واتفاق الطائف، لاستعادة الأمن والاستقرار الدائم في لبنان، وضمان احترام سلامة أراضيه واستقلاله السياسي وسيادته داخل حدوده المعترف بها دوليا، وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما يلبي تطلعات الشعب اللبناني نحو مستقبل أكثر أمنا وازدهارا واستقرارا”.

… وفرنسي

 والى الترحيب الخليجي، رحبت وزارة الخارجية الفرنسية ايضا بالقرار التاريخي والجريء الذي اتخذته الحكومة اللبنانية، الذي عكس تقدماً باتجاه حصرية الدولة للسلاح وذلك وفق جدول زمني وخطة دقيقة. ووصف الناطق بإسم الوزارة القرار بأنه مؤشر قوي يظهر تصميم السلطات اللبنانية على أن يكون لبنان بلداً سيداً وأن يتم إعادة إعماره وتحقيق الازدهار، كما ضمان وحدة أراضيه وفق حدود متفق عليها مع جيرانه ويعيش بسلام معهم. 

وأضاف المتحدث الفرنسي ان فرنسا والشركاء الأوروبيين والأميركيين، كما الشركاء في المنطقة، ستواصل الوقوف الى جانب السلطات اللبنانية من أجل تنفيذ تعهّداتها، وستعمل أيضاً من خلال مشاركتها في آلية المراقبة مع الولايات المتحدة على وقف اطلاق النار الذي يمكن تعزيزه. وشدد الموقف الفرنسي على أن باريس تعمل من خلال دعمها للقوات العسكرية اللبنانية والتزامها بقوات اليونيفيل التي تتمتع بدور أساسي على تثبيت الأمن في جنوب لبنان وتطبيق القرار 1701. ودعت الخارجية الفرنسية جميع اللاعبين اللبنانيين الى احترام قرار الحكومة السيادي والشرعي. 

ولادة جديدة للبنان

 من جهته، اشاد بالقرار عضو الكونغرس داريل عيسى الذي زار رئيس الحكومة نواف سلام في السراي صباحا، في حضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون ونائب رئيس مجموعة “تاسك فورس فور ليبانون” نجاد فارس، وعرض معه التطورات إضافة الى العلاقات اللبنانية – الأميركية. وقال عيسى بعد اللقاء: “كان لدينا لقاء مثمر جدا مع رئيس الوزراء نواف سلام، وبصراحة هذا يوم جديد للبنان، ولقد سجل الكثير من التقدم في الأيام الماضية، ونحن نتحدث عن ولادة جديدة للبنان وعن الاعمار واعادة الإعمار اكان في الجنوب او في كل لبنان، وعن الاحتياجات العديدة في قطاعات مختلفة مثل الكهرباء والمياه، وكيف يمكن للولايات المتحدة مع شركاء لها في اوروبا والخليج ان نعمل معا وسريعا من أجل تحقيق ذلك، وبحثنا في المفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي، وإعادة هيكلة المصارف والعديد من المواضيع، ولكن كل هذه الأمور ما كانت لتحصل لولا وجود حكومة فعالة وموحدة” . وعن رأيه بما قاله حزب الله بأنه لن يسلم سلاحه قال: “ان مجلس الوزراء اللبناني اتخذ قرارا بهذا الشأن، وهذا قرار صادقت عليه الحكومة، وقرار الحكومة يستند الى اتفاق عقد عام 1989 وينص على تسليم كل الميليشيات سلاحها، وهذا ما تحاول القوات المسلحة اللبنانية القيام به، واعتقد بأن كل مواطن لبناني مخلص يود ان يرى السلاح في يد الدولة اللبنانية، واعتقد بان اي لبناني صالح يود ان يتأكد من تسليم السلاح، واتوقع بأن يكون التسليم طوعيا، ولكن هذا قرار اتخذته الحكومة اللبنانية، واعتقد بإن الحكومة موحدة حول الحاجة الى تطبيقه، ونعتقد ان الجيش اللبناني سيقوم بما هو مطلوب منه  في نهاية آب”.

سئل: هل انت متفائل بمستقبل لبنان؟ أجاب: “انا لبناني، وصديقي نجاد لبناني، ونحن أيضا اميركيون، واذا كنت لبنانيا فانت متفائل، واذا كنت لبنانيا فأنت تعرف بأننا انتظرنا منذ عقود للحصول على الفرص التي نتمتع بها الآن. نعم انا ارى الان ولادة جديدة للبنان وهذا السبب الذي حملني لاتي الى هنا الآن، والقرارات التي اتخذت الان لم تتخذ منذ عقود، وأومن بشدة بأن هذه القرارات ستتحقق “.

 

أبو الغيط: حصرية السلاح

مبدأ أساسي للسيادة

 

رحّب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم، بقرار اعتماد «خطّة عملية لتنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة»، معتبراً أنه «سبيل لاستقرار لبنان». ورأى أبو الغيط، في بيان، أنّ «مسألة حصرية السلاح في يد الدولة مبدأ أساسي من مبادئ السيادة لا يجوز تجاهله أو خرقه تحت أي ذريعة»، مضيفاً أنّ «قرار الحكومة اللبنانية بإعطاء مدّة زمنية للجيش لتطبيقه على الأرض، ينبغي أن يلقى تعاوناً ومساندة من كافة اللبنانيّين والحريصين على سيادة لبنان واستقلال القرار».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.