تقرير أميركي: الجيش الإسرائيلي ارتكب مئات الانتهاكات بغزة
كشفت صحيفة واشنطن بوست أن تقريرا سريا أعده المفتش العام في وزارة الخارجية الأميركية -قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة- أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي ربما ارتكب مئات الانتهاكات لحقوق الإنسان خلال عملياته العسكرية مستخدما أسلحة أميركية الصنع.
وبحسب الصحيفة، فقد تلقت الخارجية الأميركية نحو 500 تقرير -من وكالات حكومية ومنظمات حقوقية وشهود عيان- توثق استخدام إسرائيل أسلحة أميركية في هجمات أسفرت عن مقتل مدنيين بينهم عشرات الأطفال.
ورغم وجود تعليمات داخلية تقضي بضرورة التحقيق في مثل هذه التقارير خلال شهرين، فإن ثلثي الحالات لم تُعالج بعد، ولا تزال الوزارة تنتظر ردودا من الحكومة الإسرائيلية.
وأحد أبرز الأمثلة التي وردت في التقرير غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في غزة، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 90 شخصا بينهم 25 طفلا. كما وثقت تقارير أخرى استهداف خيم ومستشفيات، بينها مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وبحسب واشنطن بوست، فإن تقرير المفتش العام بالخارجية الأميركية أثار شكوكا بشأن احتمال مساءلة إسرائيل عن أفعالها في غزة.
ومن جهته، انتقد المستشار القانوني بالخارجية الأميركية جون رامنغ تشابيل تجاهل إدارة الرئيس ترامب لهذه الأدلة، معتبرا أن ذلك يمثل دعما غير مشروط لسياسة نقل الأسلحة إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
ومن جانبه، أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن “قلق عميق” إزاء ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، مطالبًا إسرائيل بتقديم تفسير كامل. ولكن صحيفة واشنطن بوست نقلت أيضا عن مسؤولين أميركيين أن مراجعة الاتهامات ضد الوحدات العسكرية الإسرائيلية في غزة ستستغرق سنوات.
ويأتي هذا التقرير في وقت تتزايد فيه الضغوط داخل الكونغرس الأميركي لتقييد المساعدات العسكرية لإسرائيل، وسط دعوات متزايدة للمساءلة والشفافية بشأن استخدام الأسلحة الأميركية في النزاعات الدولية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.