تكريمات بالكيلو والألقاب بالدزينة

7

بقلم سليمان اصفهاني

يحتل لبنان المرتبة الاولى بالتكريمات في الشرق الاوسط بعد أن شرعت الابواب أمام هذا وذاك للوقوف فوق منصات لا تليق بهم والإيحاء أنهم يملكون حق تقييم الناس والفنانين من دون اي خلفية لا ثقافية ولا فنية ولا إبداعية لان بات من المتاح مثلاً لابو حديد أن يخرج بفكرة مهرجان ويكرم ويمنح الالقاب أو أبو عضل إن يقرر أن كان هذا الفنان مبدعاً او العكس، وسط إقبال من الذين يحملون الميكروفونات والكاميرات على أساس أنهم يمثلون الصحافة اللبنانية، وهذا الحديث لا يشمل كل التكريمات لان هناك مناسبات تلقى أصداء مهمة في لبنان والخارج، وفي المقابل هناك دكاكين نعلم ما هي خلفيتها تفرض نفسها على الساحة العامة كجهات وهمية تعطي نفسها حق إختصار التفوق بأسماء جيوب أصحابها منتفخة بالدولارات، والمضحك ان بعض هذه الاسماء مجرب وهم وفي كواليسها شبهات نصب وإحتيال .
حالياً تفاقمت أزمة التكريمات وضجت محلات تصنيع الجوائز بالطلب على الحديد والتنك والبلاستيك ولم نعد نعلم على اي أساس يتم إختيار المكرمين الذين تتكرر وجوههم سنوياً في أكثر من مهرجان، لذا هناك مطالبة حقيقية لتدخل وزارة السياحة في عملية تنظيم ما يجري في القاعات والفنادق من أمور باتت تجارية بحتة، بعد أن تمكن صناع هذا المجال من تسويق جوائزهم بين طلاب المعنويات والشهرة وإدخالها في مزاد علني ليس خفياً عن أحد خاصة أهل الصحافة الحقيقيين او المحترفين بالاحرى، وفي حال دخلت الصحافة الاستقصائية على خط هذا الكرنفال ستكون الفضائح مدوية لان ليست كل الجوائز مجانية بل باتت سلعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
كرنفال توزيع الجوائز في لبنان مع الاسف مستمر، وهذا على حساب مهرجانات جدية وتحظى بالتقدير، وتدخل الجهات الرسمية في هذه العملية سيضع حداً لسوق التكريمات المدفوعة سلفاً، وهي ليست مرجعية كي يقرر صناعها من هو النجم او المبدع او الشخصية التي تستحق التكريم .

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.