جامعة تل أبيب: إنهيار مكانة إسرائيل وتفاقم انقسام مجتمعها وتدويل الصراع أبرز تغيّرات سببتها الحرب
ذكر تقرير إسرائيلي أن أحد التغييرات المركزية للحرب على غزة يتعلق “بتقويض مكانة إسرائيل الدولية وارتفاع كبير في معاداتها في أنحاء العالم، ولا تزال إسرائيل موجودة في وضع إشكالي، ووقف إطلاق الذي تم التوصل إليه في إطار تطبيق المرحلة من خطة ترامب يمنع استمرار التدهور لكنه لوحده لا يحسن وضع إسرائيل”.
وأشار التقرير، الصادر عن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، إلى أن تغيير آخر تسببت به الحرب يتعلق “بارتفاع مكانة الحرب في العلاقات الدولية، لكن كثيرين في العالم الليبرالي – الغربي، وخاصة في أوروبا، عارضوا ذلك في العقود الأخيرة. إلا أن حقيقة أن حماس نجحت في جلب اعتراف واسع لدول في العالم بدولة فلسطينية، وكذلك احتمال أن يحقق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أهدافه في المحافظات الشرقية لأوكرانيا، يعزز مكانة الحرب وأهميتها، وذلك من خلال تغيير النهج القائم منذ سنوات طويلة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي”.
وأضاف أن “ضعف المحور الشيعي وصعود محور سني – إخوان مسلمين إلى مكانة التأثير، بدعم الولايات المتحدة، يغير منظومة التوازنات والكوابح في حلبة الشرق الأوسط. لكن حتى الآن لا يوجد محور سني راديكالي يشكل خطرا على إسرائيل كالخطر الذي شكله المحور الشيعي، لكن التأثير المتزايد لقطر وتركيا في قطاع غزة والشرق الأوسط عموما هو تغيير هام، وإلى جانبه يوجد تهديد”.
وتغيير آخر يتعلق “بتدويل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. والولايات المتحدة هي قوة مركزية في حلبة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بشكل يُملي ويقيد العمل التكتيكي الإسرائيلي، ونشر قوات دولية في قطاع غزة هو تحوّل إستراتيجي في سياق الصراع. وما زال مبكرا الإقرار إذا كانت هذه ظاهرة عابرة، أم تطور يستوجب تعديل السياسة الإسرائيلية في موضوع الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وخلال ذلك محاولة استنفاد فرص إلى جانب وضع حلول للمخاطر الكامنة فيه”.
وحسب التقرير، فإنه “تزايد التنافر في الحلبة السياسية – الاجتماعية الإسرائيلية. فقد دخلت إسرائيل إلى الحرب على خلفية صراع اجتماعي – سياسي بحجم هائل ساد العام 2023 (في أعقاب الخطة الحكومية لإضعاف جهاز القضاء). فالصراع على طبيعة الحرب، أهمية موضوع المخطوفين مقابل أهمية هزيمة حماس وكذلك النقاش حول ’اليوم التالي’ في قطاع غزة، هذا كله عمّق الخلاف في المجتمع الإسرائيلي على طول خطوط الاختلاف السياسي ويعزز التنافر”.
وأشار التقرير إلى أنه يتعين على إسرائيل “وضع سياسية أمن قومي جديدة، تتلاءم مع التغييرات المذكورة، خاصة وأنه ليس واضحا إذا كانت الحرب قد انتهت، فيما وقف إطلاق النار هش حتى الآن. والتغييرات الحاصلة في الحلبة الإقليمية والحلبة الدولية ذات العلاقة بإسرائيل لا تسمح باستمرارية، وإنما تحتم تحولا. ولذلك يجدر إجراء عملية تفكير جذرية، وأن تعلن الحكومة الإسرائيلية في نهايتها عن سياسة جديدة كي يلائم الجيش الإسرائيلي إستراتيجية تطبيق هذه السياسة”.
وشدد التقرير على أنه “إلى جانب العِبر العسكرية، يجب الاستخلاص من الحرب عبرا مرتبطة بالمجتمع الإسرائيلي والمناعة القومية الداخلية. وتدخل دولة إسرائيل سنة انتخابات. ويجب إجراؤها من خلال التركيز على مسائل متعلقة بمستقبل دولة إسرائيل، وليس بماضيها. ويجدر استغلال الصدمة التي سببتها أحداث 7 تشرين الاول 2023 والحرب التي نشبت حينها من أجل تقديم رؤية جديدة لدولة إسرائيل”.
ووفقا للتقرير، فإن “احتمال أن يكون الوضع بهذا الشكل ضئيل. والأرجح أن تجري الانتخابات حول الماضي، في ظل اتهامات (متبادلة) وتحمل أو عدم تحمل المسؤولية، وكذلك صور وسرديات متنافسة. وهذا كله سيؤدي إلى تزايد التنافر الداخلي، والخطاب العنيف والعنف الداخلي في إسرائيل”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.