حديث الاثنين – بقلم وليد الحسيني – خير الأمور “البيت الوسط”
أهم التغيير تغيير نواب التغيير.
لقد زوروا سجلاتهم الوطنية. زعموا دوراً لم يؤدوه. وتزعموا ثورة، لا واجهوا فيها قنابل تسيل دموعهم، ولا تواجهوا فيها مع خراطيم مياه القمع.
وهنا يصدق عليهم، ما حاولوا إلصاقه بمن سبقهم، ونعني شعار “كلن يعني كلن”.
ما أفرزوه في سلوكهم النيابي جعلنا نترحم على مساوئ من مضوا.
فيا نواب النسخة الجديدة من “كلن يعني كلن” نعترف لكم بنجاحكم في تبييض الصفحات السوداء ممن سبقوكم إلى لعنة الشارع.
وإذا كانت الصدفة قد جعلت عدد نواب التغيير 13 نائباً، وهو الرقم المشؤوم عالمياً، يكونون بذلك قد تحولوا من دواء إلى داء.
إذاً ما هو الحل، وخطاب القسم يكاد يفقد عضلات هيرقل… والبيان الوزاري يمشي الهوينة منافساً السلحفاة على سرعتها.
ويبرر أنصار الخطاب والبيان أن تنفيذ التعهد بنزع سلاح حزب الله يشكل خطراً مؤكداً… فإذا عولج عاجلاً ستقع بلا تردد الحرب الأهلية… وإذا عولج آجلاً وقع لبنان مجدداً في عزلة دولية وخليجية.
هذا يؤكد أن لا بديل عن الحل الوسط.
وهنا تبرز الحاجة إلى سعد الحريري على اعتبار: أن خير الأمور “بيت الوسط”.
لكن اعتدال الرجل ووسطيته تعرضا إلى تقارير الحقائب الدبلوماسية المغرضة التي كتبت بغرض الوقيعة، ونقولها بصراحة، بين الشيخ سعد والمملكة العربية السعودية.
وإذا كان وفاء الشيخ سعد لا يسمح له بالتصريح… وإذا كانت هيبة الأمير ولي العهد لا تسمح له بالتلميح… فلا بد من مصارحة تعيد للحريرية دورها، وللطائفة السنية نفوذها، الذي كان قبل أن يغدر الغدارون.
يا سمو الأمير وولي العهد محمد بن سلمان، يقول الله تعالى: “إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا”… ولا نشك بأن كثير الكثير سيتبين لكم، وقد اختلط فيه النفاق مع نصال خناجر الطعن في ظهور الأوفياء.
ندرك أن الشيخ سعد لا يمسك بالمقص الذهبي ليقص شريط افتتاح فرع بالجنة، لكنه بلا شك أيضاً قد يملك أقفالاً لإغلاق أبواب الجحيم المفتوحة على كل لبنان.
لقد نجاه الله من غضب اللبنانيين عندما علق نشاطه ونشاط حزبه السياسي. لكن هذا الموقف السلبي يجب ألا يطول إذا أراد السنة أن ينتقلوا من نواب الزواريب إلى نواب الوطن.
إن الإمساك بمفتاح الإعتدال هو الحل لأزمات لبنان. ولهذا يصبح حضور الشيخ سعد ضرورة، ويتحول غيابه إلى ضرر.
هو ضرورة للتقارب بين أحزاب وزعامات تختلف على أي شيء… وغالباً على لا شيء.
هو ضرورة لبنانية فغيره ينفخ في النار… وهو ينفخ عليها.
هو ضرورة، لكنه يحتاج بالضرورة إلى اعتدال أكثر انتشاراً بين القيادات اللبنانية… فوحده لن يتمكن من إصلاح ما أفسده الدهر والهدر والعهر والغدر.
وليد الحسيني
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.