«حماس» أبطال في الحرب وفي السّلم
كتب عوني الكعكي:
لا شك أنّ موقف حركة حماس الأخير، إستجابة للمشروع الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أثار إعجاب العالم، خصوصاً أنه أعطى صورة جديدة لـ «حماس» أحرجت رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وهو الذي كان يراهن على رفض «حماس» للمقترح… لذلك فإننا نرى أنّ نتنياهو محتار… ماذا يفعل.. لأنه وبكل صراحة يعرف أن السجن ينتظره، خصوصاً أنّ المحكمة الإسرائيلية في انتظاره، ولا أحد يستطيع أن يساعده في منع هذا المصير.
وها نحن اليوم أمام ذكرى مرور سنتين على عملية «طوفان الأقصى» ودخلنا اليوم في السنة الثالثة.. هؤلاء الأبطال الذين أدهشوا العالم كله، وغيّروا معادلات لم يكن أحد يتصوّر أن تُعدّل وهي:
أولاً: مَن يصدّق أنّ سنتين مرّتا، وإسرائيل بكامل قوتها العسكرية وقنابلها التي تخرق الدروع والطوابق والتحصينات تحاول أن تسيطر على مدينة غزة وتفشل…
يا جماعة… مساحة غزة 365 كلم2، عجزت إسرائيل أن تحتلها، ويكفي أنه كلما حاولت إسرائيل أن تقوم بعملية عسكرية تقع في كمائن قوات «طوفان الأقصى» لا سيما وأنّ تفجير دبابات الميركافا التي تعتبر من أهم الدبابات في العالم، اعتاد المقاومون على تفجيرها بصواريخ «القسّام» التي تُصنع داخل مدينة غزة. و «الڤيديوات» التي تصوّر أبطال «الطوفان» شاهدة على العصر وعلى صوَر الأبطال وهم يفجّرون الدبابات من مسافة «صفر»، هذه المسافة التي أصبحت مصطلحاً عسكرياً خاصاً بحركة حماس. وهكذا سقط رئيس وزراء العدو في مصيدة احتلال غزة وغرق في رمالها.
ثانياً: رفع رئيس وزراء العدو شعار الإفراج عن المخطوفين.. ظناً منه سيحقق إنجازاً عسكرياً كبيراً، لكنه فشل في تحرير أي مخطوف.. وهذا أيضاً لا يمكن أن يصدّقه أحد، سنتان ورئيس حكومة العدو يعلن أنه سيحرر المخطوفين ويفشل.
ثالثاً: كثر الحديث عن الأنفاق.. وحتى يومنا هذا لا أحد يعلم شيئاً عن الأنفاق، وكل الاستخبارات الإسرائيلية ووسائلها الحديثة، عجزت عن اكتشاف أي نفق… وهذه معجزة ثالثة.
يبقى أن نعترف أنّ أبطال «طوفان الأقصى»، كما نجحوا في الحرب فإنهم أيضاً نجحوا في قبول مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقبول حركة حماس ذكّرني بالرئيس الراحل أنور السادات، بطل العبور وبطل السلم… حيث روى لي المرحوم الصديق الصحافي الكبير أنيس منصور الذي أرسله الرئيس السادات قبل زيارته الى القدس ليلقي كلمة في الكنيست الإسرائيلي، أنه وخلال 10 أيام كانوا يتصلون به من وزارة الخارجية الإسرائيلية يطرحون تعديلاً في الاتفاق للمماطلة، وكان الزميل منصور يتصل بالرئيس السادات ويبلغه بالأمر، وكان ردّ الرئيس السادات رحمه الله «أنا أوافق». بقيت الحال على هذا المنوال 10 أيام، وكل يوم يطلب اليهود تعديلاً في الاتفاق، حتى في اليوم الأخير حين وصلت طائرة الرئيس السادات الى مطار بن غوريون اتصل الزميل بالرئيس حيث لا يزال في الطائرة، وأعلمه أنهم يريدون تعديلاً جديداً في الاتفاق. فكان جواب الرئيس أنور السادات: «موافق».
وهكذا نزل الرئيس من طائرته وتوجّه الى الكنيست.. وألقى كلمته. وبعد عودة الرئيس السادات الى القاهرة استدعى الزميل أنيس منصور واجتمع معه وقال له: اسمع يا أنيس، أنا أجبرت إسرائيل على توقيع معاهدة السلام، لأنّ إسرائيل لا تريد السلام، لذلك فإنّ الانتصار هو في التوقيع على اتفاق السلام.
ويبدو اليوم، أنّ جماعة حركة حماس يقلّدون الرئيس الراحل أنور السادات، وإن شاء الله سيكون النصر حليفهم. وإنّ غداً لناظره قريب.
aounikaaki@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.