رئيس الجمهورية: حماية لبنان بوحدته الداخلية ويجب التنبّه للأخبار المفبركة

المفاوضات مع «الحزب» حول السلاح تتقدّم ببطء .. وننتظر أجوبة براك على ورقتنا

15

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه «عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقين على هدف واحد، فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية يعملون على توقيف شبكات إرهابية، ويقومون بعملهم على اكمل وجه، ويجب التنبه من الاخبار المفبركة التي تهدف الى اثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالاصل».

وكشف عن قيامه شخصيا باتصالات مع «حزب الله» لحل مسألة السلاح، وان «المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوبا حول الأفكار المطروحة في هذا المجال».

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله امس في قصر بعبدا، وفدا من «نادي الصحافة» برئاسة رئيسه بسام أبو زيد.

واشار الى «اهمية الاعلام في هذه المرحلة حيث بإمكانه ان يلعب دورا معمرا او مدمرا وخصوصا في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد».

وقال: «هناك بعض الاعلام ينحو الى الإضاءة على السلبيات دون الإيجابيات، والتي هي ليست قليلة إلى الآن. فمنذ زيارتكم الأخيرة الى قصر بعبدا في شباط الماضي، تشكلت الحكومة، وتم تعيين حاكم لمصرف لبنان، ورؤساء الأجهزة الأمنية، ومجلس القضاء الأعلى، كما جرت الانتخابات البلدية، وغيرها من الأمور التي تحققت. ولا يجب ان نغفل ايضا، إعادة العلاقات مع الدول العربية الى نصابها الصحيح».

وفي معرض رده على استيضاح الوضع على الحدود مع سوريا، شدد الرئيس عون على «الرغبة في التنسيق والتعاون معها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين، وانه في هذا الاطار جرت لقاءات بين مسؤولين امنيين من البلدين وبين وزيري الدفاع، لتحديد سبل التعاون في ضبط الحدود وبسط الاستقرار بين البلدين».

ونفى ما تردد من شائعات عن وقوع مواجهات في الهرمل بين الجيش اللبناني والسوريين، مؤكدا انه اتصل بقائد الجيش العماد رودولف هيكل للوقوف على حقيقة الموضوع، فتبيّن انه «غير صحيح».

وأشار الى وجود «انتقادات وحملات غير مبررة تشوه الوقائع، وتلقي الاتهامات جزافا»، مشددا على دعمه للقضاء في «فتح أي ملف متعلق بالفساد، بمعزل عن أي خلفية طائفية كانت أو حزبية». ولفت الى ان «ملفات الفساد التي فتحت الى الآن، متعلقة بأشخاص من مختلف الطوائف والانتماءات الحزبية». وقال: «سأسير في ملف الفساد الى النهاية، شاء من شاء وابى من أبى».

على صعيد آخر، تطرق الرئيس عون الى مستجدات المطالب اللبنانية المقدمة الى السفير توماس باراك، فقال: «ما زلنا ننتظر نتائج تحركات السفير باراك، والرد على الورقة اللبنانية المقدمة له. المطلب اللبناني واضح جدا، نريد التزام إسرائيل باتفاقية وقف اطلاق النار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس».

وردا على سؤال حول توقع البعض تنفيذ مضمون خطاب القسم خلال فترة قصيرة، أوضح الرئيس عون انه يتفهم «شعور الناس وتوقهم الى الوصول الى لبنان الذي يحلم به الجميع، ولكن المسألة تتطلب وقتاً وليس هناك عصا سحرية لتحقيق ذلك، ويجب النظر الى الإيجابيات لتعزيز الامل، وقد بدأت الدول الشقيقة والصديقة بتلمّس التغييرات الإيجابية التي حصلت، وهذا ما يجب البناء عليه».

وفي ما خص خطر امكان عودة التكفيريين والمنظمات الإرهابية الى لبنان، في ظل ما يحصل في المنطقة والدول المجاورة ومنها سوريا، شدد على ان «حماية لبنان تقوم على وحدته الداخلية»، مجددا الإشادة بالمواقف الصادرة من قبل المسؤولين السياسيين والروحيين إزاء ما شهدته السويداء اخيراً. وأشار الى انه «عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقين على هدف واحد، فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية يعملون على توقيف شبكات إرهابية، ويقومون بعملهم على اكمل وجه، ويجب التنبه من الاخبار المفبركة التي تهدف الى اثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالاصل، على غرار ما قيل حول دخول إرهابيين الى القصير وطرابلس، اذ تبيّن ان الموضوع غير صحيح، ولا يمت الى الحقيقة بصلة». وأشار الى ان «الخطاب المتطرف لا يفيد ولا يهدف سوى الى تحقيق مكاسب سياسية، ولو على حساب الوطن».

اما عن سلاح «حزب الله» والدعوات الى الغاء اللجنة الأمنية بين الجيش والحزب، فقد استغرب الرئيس عون الكلام عن وجود مثل هذه اللجنة الأمنية، مشيرا الى قيامه شخصيا باتصالات مع الحزب لحل مسألة السلاح، وانه يمكن القول ان «هذه المفاوضات تتقدم ولو ببطء، وان هناك تجاوبا حول الأفكار المطروحة في هذا المجال». وشدد على ان «احدا لا يرغب في الحرب، ولا احد لديه القدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعية وروية مع هذا الملف».

اما عن الوضع في الجنوب وانتشار الجيش، فأكد ان «الجيش بات منتشرا في كل المناطق اللبنانية، ما عدا الأماكن التي لا تزال إسرائيل تحتلها في الجنوب والتي تعيق استكمال هذا الانتشار». اما ما يحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر انها «اخبار مضللة هدفها ضرب العهد من اجل كسب بعض النقاط السياسية، فقط لا غير». وحذر رئيس الجمهورية، ردا على سؤال، من «الدعوات التي ينادي بها البعض من اجل التسلح»، معتبرا انها «تعبر عن عدم ثقة بالجيش اللبناني الذي يقوم بكل ما هو مطلوب منه بتفان وإخلاص وشجاعة، ان على صعيد محاربة الإرهاب، او مكافحة المخدرات، او الحفاظ على الامن والاستقرار»، داعيا الى «التحقق من الاخبار قبل نشرها».  وعن الخلافات الحاصلة حول موضوع اقتراع المنتشرين في الخارج في الانتخابات النيابية، أوضح ان «هذا النقاش يحسمه مجلس النواب، وان الحكومة قامت بما عليها حيث شكّلت لجنة برئاسة وزير الداخلية لدرس الافكار والمقترحات الواردة، قبل درسها من قبل مجلس الوزراء الذي قد يحيلها الى مجلس النواب لاجراء اللازم»، وقال: «ما يهمني هو اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري لافساح المجال امام المواطنين للتعبير عن رأيهم وانتخاب من يرونه مناسبا لتحقيق طموحاتهم».

وفي ما يتعلق بحقوق المودعين، أشار رئيس الجمهورية إلى انه «فور الانتهاء من مسألة الفجوة المالية، ستكون الأمور اكثر قابلية للحل، فيما استفاد عدد من المودعين من التعاميم المالية لسحب ودائعهم من المصارف بالعملة الأجنبية».

إلى ذلك، استقبل الرئيس عون السفير أشرف دبور في زيارة وداعية.

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود والمدعي العام المالي الجديد القاضي ماهر شعيتو.

وتمنى الرئيس عون لشعيتو التوفيق في مهامه الجديدة، وأكد له أن «مسألة مكافحة الفساد هي من الأولويات ودور النيابة العامة المالية أساسي في هذا المجال».

والتقى الرئيس عون السفير السابق سيمون كرم، وأجرى معه جولة أفق في التطورات الراهنة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.