زعماء الموارنة يعرقلون الانتخابات الرئاسية!!!

93

كتب عوني الكعكي:

بدون أدنى شك، إنّ المعرقل الأساسي لأي استحقاق ماروني تقف وراءه الخلافات بين الزعامات المارونية.

فلنأخذ مثلاً الاستحقاق الرئاسي الذي ظلّ معطلاً سنتين ونصف السنة، ونسأل من كان وراء تعثّر تحقيق هذا الاستحقاق؟ بكل بساطة وصراحة د. سمير جعجع، إذ نزل الرئيس الحريري الى مجلس النواب أكثر من 50 مرّة، وكان مرشحه الدكتور سمير جعجع، لكن جعجع لم يستطع الفوز والوصول الى سدّة الرئاسة.

وهكذا وبعد أن اتفق الزعيمان الجنرال السابق ميشال عون والدكتور سمير جعجع، تمّت الانتخابات الرئاسية ووصل ميشال عون الى الرئاسة.

والسؤال هنا: طالما يا دكتور «بيطلع بإيدك» فلماذا بقيت سنتين ونصف السنة لتتفق مع الجنرال السابق ميشال عون؟ فلو اختصرت الوقت، ألم يكن أفضل لك وللشعب اللبناني الذي تجاهر بمدى حرصك عليه؟ وزيادة على ذلك فإنك رحت تتنافس مع ميشال عون بخطابات رنانة حول حقوق المسيحيين، وتدّعيان أنت وهو بأنكما تعملان على استرجاع الحقوق المسيحية.

وهنا أيضاً سؤال للدكتور جعجع: ماذا تغيّر في سنتين ونصف السنة كي تغيّر رأيك؟ ولماذا لم تبادر منذ اللحظة الأولى لاتخاذ قرار وطني جريء بانتخاب رئيس لأنّ هذا العمل يصب في مصلحة اللبنانيين لا في مصلحة المسيحيين؟ وعندما يكون منصب رئاسة الجمهورية شاغراً فإنّ ذلك لا يصب في مصلحة اللبنانيين وهو يضر المسيحيين أكثر من غيرهم.

يا جماعة، لبنان البلد العربي الوحيد الذي يترأسه رئيس جمهورية من الطائفة المارونية الكريمة… فكيف يتخلّى البعض عن هذا الموقع؟

منذ فترة قصيرة شغر منصب حاكم مصرف لبنان، بعد انتهاء ولاية الحاكم السابق الاستاذ رياض سلامة… وهكذا تسلم النائب الأول لحاكم مصرف لبنان الاستاذ وسيم منصوري الموقع موقتاً.. وهنا نطرح سؤالاً: هل من المستحيل أن يتفق الزعماء الموارنة على تعيين حاكم مصرف لبنان الجديد، وهو منصب ماروني؟ وماذا ينتظرون؟ ومن يتحمّل المسؤولية؟ وبالتالي أليْس هناك ضرر من عدم تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان؟

ما يحيّر بالفعل أنّ كل الزعماء المسيحيين يدّعون حرصهم على حقوق المسيحيين، ولكن في الحقيقة، عندما نأتي الى موضوع المناصب فإنّ كل زعيم منهم يريد أن يدّعي بأنه هو «ربك الأعلى» وهو الذي يختار من يكون رئيساً… ومن يكون حاكماً لمصرف لبنان.. وبالتالي عندما يصبح أي موقع شاغراً تحلّ المشكلة، ألا وهي أنّ كل زعيم يريد أن يكون هو الذي يقرّر.. وسؤالي هنا: هل أصبح الاتفاق بين الزعماء المسيحيين أمراً مستحيلاً؟!!

تذكرت قصة «روكز راعي الماعز وصديقه فينانوس»… في إحدى المرّات التقيا في الجبل، فشاهد فنيانوس روكز يلبس بدلة، فسأله: لماذا يا روكز تلبس بدلة؟ وما الضرورة لذلك؟ فأجابه بسرعة: «يا فنيانوس هناك انتخابات رئاسية يمكن أن يطلبوا مني أن أكون رئيساً… فأنا حاضر…». إنّ هذه القصة تعكس حقيقة التفكير الماروني.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.