زيارة عباس تناقش نزع سلاح المخيمات فهل يمتلك السلطة على كل الفصائل؟

30

الشرق_تيريز القسيس صعب
يتحضر لبنان الرسمي لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في زيارة تستمر ليومين يلتقي في خلالها الرئيس جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، كما قيادات حزبية سياسية وفلسطينية.
الملف الابرز على جدول أعمال زيارة عباس يتعلق بالسلاح الفلسطيني في المخيمات والذي يشكل عقبة أساسية في بسط الدولة سيطرتها على الارض، ومانعا رئيسيا في تنفيذ القرارات الدولية والعربية ذات الصلة.
ويرى متابعون لزيارة عباس ان لبنان اعد ملفاته وتساؤلاته، وتحضر جيدا لطرح مطالبه وهواجسه من استمرار تفلت السلاح الفلسطيني، وهو يعطي اولوية فعالة وضرورية لحل هذه المشكلة المتعاقبة منذ سنوات في لبنان.
واكد احد السفراء العرب المعتمدين في لبنان والذي لبلاده دور في الازمة الفلسطينية، ان رأس الدولة بشخص الرئيس عون كرر على مسامع العديد من السفراء والزوار الأجانب أنه لا يمكن بسط سلطة الدولة على كامل التراب ما دام هناك سلاح متفلت وغير منضوي تحت سقف الدولة.
وأكد السفير ل «الشرق» ان محادثات عباس لن تكون سهلة وبسيطة، لأن القرار السياسي ليس بيده وحده، فهناك الفصائل الفلسطينية، وحماس وغيرهم…لا ياتمرون بقرارات السلطة الفلسطينية العليا، وهذا يشكل عقبة او أزمة بحد ذاته لحل مسألة السلاح.
وقال أن اتفاق الطائف الذي شدد على حصرية السلاح في يدي الدولة، كما مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إلى سحب سلاح المخيمات، وصولا الى معركة نهر البارد….كل هذه التطورات لم تفلح في تمكن الدولة من تنفيذ قرار نزع السلاح الفلسطيني، وبقي هذا السلاح يشكل خطرا داهما على قيام الدولة الحقيقية.
ويشير المصدر اعلاه ان الصورة السياسية اليوم تبدلت كليا بعد أن تم التوصل إلى وقف لاطلاق النار في الجنوب، وتم وضع ترتيبات واولويات لتنفيذ القرار ١٧٠١، وذلك عبر نزع اي سلاح غير شرعي على الارض اللبنانية، بدءا من سلاح حزب الله وصولا الى السلاح الفلسطيني.
وبراي المتابعين ان حل ملف السلاح والذي هو مدار متابعة وترقب من المراجع الدولية والعربية لا يجب أن يجزا او يقسم على مراحل.
فالرئيس عون ومن خلال خطابه القسم كان واضحا بحصرية اي سلاح في يد الدولة، وهو طالب بكل وضوح الجانب الفلسطيني بتسليم سلاحه في المخيمات. وبحسب المعطيات المتوافرة، فإن الحوار غير المعلن الذي يقوم به رئيس الجمهورية مع حزب الله يسير على خطأ ثابتة ومتقدمة. وبالتالي فإن هذا الملف الحساس والدقيق يجب معالجته حسب روزنامة معينة تبدأ بالإجراءات التنفيذية على الأرض والتي تقوم بها الاجهزة العسكرية والمخابراتية في لبنان بعيداً عن السياسة.
وتؤكد المصادر الديبلوماسية ان امام لبنان اليوم فرصة لا يمكن ان تتكرر ثانية، وان الظروف الدولية والاقليمية مؤاتية لتحقيق السيادة كاملةً من خلال الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية. فمسالة السلاح قرار سيادي بامتياز، ولا يمكن التهاون فيه او إدخاله في زواريب التفاوض، والأخذ والرد.
ويختم المصدر كلامه بالقول هل سيتمكن الرئيس عون من كسر الـ «tabou» الفلسطيني الذي دام لاعوام في لبنان، وكان شرارة الحرب الاهلية والذي دفع ثمنها اللبنانيون لاعوام خلت، ام ان زيارة عباس ستكون كسابقاتها من الحوارات والمحادثات اللبنانية الفلسطينية، والسعودية الفنانة والطنانة؟
الساعات المقبلة ستكشف الخيط الابيض من الأسود وترسم صورة التعامل والتعاطي الفلسطيني الجديد مع الرئيس عون.
Tk6saab@hotmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.