شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – أين لبنان من مستجدات المنطقة: غزة وسوريا؟

37

من السذاجة المفرطة أن يراهن أحد، أو أن يتوقع أن يكون لبنان في منأى عن التطورات والمستجدات في المنطقة ولا سيما في الجوار وتحديداً في قطاع غزة وفي سوريا. والواقع أن ما يحدث في كليهما يتميز بخطى متسارعة، إذ إن مضيّ سوريا، مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في خطى ثابتة نحو المعافاة ليس بالأمر اليسير، علماً أن الوضع الداخلي السوري أكثر دقة وحساسية من الوضع اللبناني. وإجراء الانتخابات النيابية لمجلس الشعب السوري هو، في حد ذاته، تطور إيجابي كبير، حتى ولو استُثنيت منه منطقة النفوذ الكردي وكذلك المنطقة الدرزية في محافظة السويداء.

وعلى صعيد غزة فقطار الانتظار المضني والكارثي الطويل بدأ رحلة وقف القتال والإبادة والدمار بعدوان إسرائيلي غير مسبوق الوحشية في هذا العصر. ومع توقيع المسودة النهائية، أمس الخميس، في شرم الشيخ، من قبل قيادة حماس ووفد نتنياهو، تكون المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار قد بدأت مسارها الى التنفيذ بفضل جهود مصر وقطر والى حد ما تركيا، وبرعاية جدية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المطلوب منه أن يحرص على عدم تملص الاحتلال من التزاماته، كعادته دائماً. ولا شك في أن ترامب جدّي هذه المرة لأن سعيه وراء جائزة نوبل للسلام بات قاب قوسين أو أدنى من هذه الجائزة التي يحلم بها منذ ولايته الأولى. وهو قرر أن يصل الى فلسطين المحتلة بعد غد الأحد للإشراف على التنفيذ.

وليس من باب الرجم في الغيب أن المشرفين على هذه التطورات، لن يقبلوا بأن يبقى لبنان خارجها… وهذا ما يعنينا، كلبنانيين، في الدرجة الأولى. وهنا تكمن المشكلة ويوجد الحل: فالأمر ليس بهذه السهولة نظراً الى ما قد تواجهه أي محاولة لإنهاء الصراع بين لبنان (وضمناً حزب الله) والكيان العبري، لما ينطوي الوضع الداخلي اللبناني على إشكالات ومشاكل وأدوار أبرزها المتمثل بالحضور الإيراني الخ…

ويبقى الأمل أن يتم هذا الأمر من دون أثمان غالية، إذ يكاد أن يكون لبنان قد استنفد الأثمان كلها التي في قدرته أن يسددها… وألّا يأتي الحل على حساب الأسرى اللبنانيين، وحقنا المطلق في الغاز والنفط، وإخلاء الاحتلال آخر حبة تراب من أرضنا لا تزال تحت هيمنته.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.