شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الشرق الأوسط الجديد: هل يحقق ترامب وعده؟
زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة تأتي في ظروف مختلفة عن أي زيارة قام بها أيٌّ من الرؤساء الأميركيين في الحقبة الأخيرة، لا سيما منذ وجود بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة في الكيان الإسرائيلي المحتل.
ويجدر الإقرار بأن ترامب الولاية الثانية هو نمط مختلف عن الرئيس السابق تجو بايدن الذي أعلن أنه صهيوني وكانت زياراته الى إسرائيل تعني تماهياً كاملاً مع المسؤولين العبريين. بل إن ترامب في ولايته الثانية يختلف كلياً عمّا كان هو عليه في ولايته الأولى. لا سيما أنه بات على خلافٍ حقيقي مع نتنياهو الذي تأخر حتى أدرك أنه هو «الماريونيت» التي تحركها الاصبع الأميركية وليس العكس.
لسنا من السذاجة لنظن أن واشنطن ستتنازل عن مواقفها المبدئية الداعمة تل أبيب، ولكننا على يقين بأن الشرق الأوسط الجديد الذي صار حقيقة قائمة، وإن لم تكتمل بعد معالمه كاملةً على أرض واقع المنطقة، هو قرار أميركي مئة في المئة، وهو مصلحة أميركية لا جدال فيها، وبالتأكيد على حساب القارة العجوز، التي هيمنت على المنطقة طويلاً مع تقسيمات «سايكس/ بيكو» الشهيرة، لا سيما فرنسا وبريطانيا العظمى التي راحت رقعة عظمتها تتقلص باستمرار منذ أن اقتحم الأميركي منطقتنا اثر الهجوم الثلاثي على مصر (بالاشتراك بين باريس ولندن وتل أبيب).
ولقد تكون الفرصة سانحة أمام إيران لتستفيد من التحول الأميركي الكبير فتعقد الاتفاق النووي الجديد مع الجانب الأميركي الذي يريد ترامب منه أن يعود نظام آيات الله الى داخل حدود بلده، لأن الزمن لم يعد ملائماً لإقامة إمبراطورية فارسية جديدة ولو تحت تسمية إسلامية. وإذا صحت المعلومات المتوافرة والمتقاطعة، فإن طهران ليست بعيدة عن هذا التفكير.
فإذا سلكت إيران في هذا المسار فليس بعيداً أن تعيش المنطقة في مرحلة من الأمن والاستقرار، بدأت ملامحها في الظهور بقوة في غير مكان أهمها، في تقديرنا، ثلاثة، أولها: التطور الدراماتيكي الهائل في سوريا ودورانها مئة وثمانين درجة على محور المتغيِّرات. والثاني، أمس بالذات: إعلان حزب العمال الكردستاني حل ذاته. والثالث: إدراك نتنياهو أن المسرح أخذ يضيق بدوره. من هنا قوله إن على بلده أن يبحث عن مصدر للسلاح خارج الولايات المتحدة الأميركية.
إن هذه التحولات الكبرى ينقصها تحول رابع في الترتيب ولكنه الأول في الأهمية، وهو أن يعمل ترامب على تحقيق وعده، خلال حملته الانتخابية الرئاسية، وهو إقامة الدولة الفلسطينية
المستقلة على أرض فلسطين المحتلة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.