شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الصراع الاماراتي- السعودي كان جمره تحت الرماد
لم يأتِ انفجار الصراع، في اليمن، بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من العبث، إذ هو يعود الى ٢٥ آذار من العام ٢٠١٥، عندما حصل التدخل العسكري استجابة لطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. حدث ذلك في إطار «التحالف العربي في اليمن» بقيادة السعودية وعضوية مجموعة دول عربية أبرزها الإمارات. واستهل التحالف دخوله «اليمن السعيد» بعملية «عاصفة الحزم» التي تمثلت في قصف سعودي كثيف استهدف المواقع الحوثية وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
لم تمضِ أسابيع قليلة على هذا الدخول العسكري حتى بدأ الاختلاف في وجهات النظر بين ركني التحالف (الرياض وأبوظبي) إن في النظرة الى دور وصلاحيات القيادة ومدى مساحة الحراك لكل منهما. ومع أن هذا الخلاف كان صامتاً أقله في الظاهر، الى أن بلغ أمس ذروته العلنية، من خلال وزارتَي خارجية البلدين. فقد أصدرت وزارة خارجية المملكة بياناً شديد اللهجة ومما ورد فيه الآتي: «إن خطوات الإمارات العربية في اليمن بالغة الخطورة، وإن المملكة تشدد على أهمية خروج قواتها (قوات الإمارات) من اليمن خلال ٢٤ ساعة»(…).
لم يتأخر الرد الإماراتي، إذ بادرت وزارة الخارجية في أبو ظبي الى إصدار البيان التعقيبي ومما ورد فيه الآتي: «نأسف بشدة لما ورد في بيان المملكة العربية السعودية وما تضمن من مغالطات عن دور الإمارات العربية المتحدة في اليمن».
ومن دون أي لبس يبدو البيانان على لهجة عالية جداً، لا سيما قياساً الى ما هو مألوف في الديبلوماسية الخليجية الناعمة، فكم بالحري بين الأشقاء.
والواقع أن قوات الإمارات تسيطر على حضرموت وهي تدعم قوات الدعم السريع. في المقابل تدعم المملكة المجلس الرئاسي – الانتقالي الجنوبي.
والتطور البارز جداً يتمثل في أن القوات الجوية السعودية قصفت، أمس، حضرموت التي تتمركز فيها القوات الإماراتية.
ويطول الكلام على اليمن وحروبه، وأكثر ما يعلق في الذاكرة حرب اليمن التي تورط فيها جمال عبد الناصر ، وأرسل عشرات الآلاف من قادة وضباط ورتباء عناصر الجيش المصري الى هناك، ما اضطره الى ان ينسحب وهو يجر أذيال الخيبة وقد تكبد خسائر هائلة في الأرواح.
وأما الحوثيون فلن يجدوا أفضل من هذه التطورات، وهم مرتاحون في السيطرة على صنعاء وسائر المناطق اليمنية الشمالية.
… وقديماً قيل: الحكمة يمانية.
khalilelkhoury@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.