شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – دماء الضحايا الأبرياء تستصرخ حقيقةً وعدالةً
يصحّ، في الذكرى الخامسة لجريمة تفجير مرفأ بيروت، استحضار أي مقال كُتِب قبل سنة أو اثنتين أو ثلاث، وإعادة نشره، لأن شيئاً لم يتغير في جوهر هذه القضية الوطنية بامتياز. ما يصح فيها هو القول السائر: «مطرحك يا واقف»، أو ربّـما الأمر العسكري: «مكانك راوح». وهما وقوف ومراوحة ينطويان على فصيحة تناسلت فضائحَ مخزية، طغت فيها محاولات طمس الحقيقة واستبعاد العدالة على ما سواهما، لتبقى المأساة والفجيعة تضغطان على الوطن كله وعلى اللبنانيين جميعهم، ولا سيما على ذوي الضحايا الأبرياء، الذين يحملون من الألم والخيبة ما لا تحمله الجبال.
وفي تقديرنا أن ثمة تواطؤاً كبيراً، بين أطراف عديدة، تلتقي عند طمس الحقيقة، ليبقى هذا الجرح الكبير نازفاً طوال هذه السنوات المتعاقبة وربما الى عقود مقبلة.
إن مصالح عديدة، ليست في الضرورة ذات أهداف واحدة، تتقاطع لتغييب الحقيقة ولترحيل العدالة.
ولقد نرى أننا نطرح أسئلة ليست جديدة، ولكنها لا تزال تؤكد على أن عدم التوصل الى العدالة وإحقاق الحق ليس مجرد مصادفة:
أولاً – لماذا لا تزوّدنا الدول الكبرى، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، فيديو أقمارها الصناعية، الذي سجل وقائع الانفجار. وكم يجب أن يكون المرء ساذجاً ليصدق ما زعمته إحدى العواصم أن عطلاً طارئاً عطّل نظام قمرها الصناعي لحظة وقوع الجريمة الكبرى؟
ثانياً – لماذا قال الرئيس الأميركي، فور حصول الانفجار، إن جنرالاته أبلغوا إليه أن إسرائيل قصفت مرفأ بيروت، ولماذا تراجع بعد قصير وقت؟ (وفي داخل فلسطين حدث شيء مماثل في بعض الإعلام الصهيوني، فأكّد ثم تراجع)!
ثالثاً – لماذا يخاف سياسيون لبنانيون بينهم وزراء ونواب من المثول أمام القضاء؟
رابعاً – لماذا سمح فريق من ذوي الضحايا لنفسه أن يشق وحدة صف الأهالي، وهل يظن أن ذرائعه أقنعت أحداً؟
خامساً – القضاء القضاء القضاء… وهنا بيت القصيد. إن معظم القضاة الذين تعاملوا مع هذه القضية كانوا المسبّب الأساس في تمييعها. ولقد أسهموا بضربها في الصميم… ولا نريد أن نضيف أكثر… وإننا لعلى ثقة لو تعامل القضاء اللبناني بما يقتضيه الواحب والقسَم، لما وصلنا الى «تضييع الشنكاش».
khalilelkhoury@elshark.com
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.