شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – عملية برج البراجنة فاتحة لدور الجيش

10

اتسعت الدوائر ذات الصلة بالعملية التي نفذتها قوة من الجيش اللبناني في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين. ويجدر التوقف عند التعقيب الأميركي الذي عبر عنه الموفد الرئاسي توما البرّاك بكلام التأييد والتهنئة المشفوعين بالدعم.

وثمة ملاحظات عديدة يمكن استخلاصها من التعقيبات نذكر بعضاً منها في الآتي:

أولاً ـ لا صلة، مباشرة بين هذه العملية وتنفيذ قرار سحب السلاح من المخيمات، علماً أن ما جرى في برج البراجنة هو الإطباق على شحنة أسلحة (على الأرجح مهرّبة) ومصادرتها.

ثانياً ـ الملاحظ أن الجيش، الذي نفذ العملية بسرعة ونجاح ملحوظين، لم تواجهه اعتراضات تذكر.

ثالثاً ـ المدعو شادي الفار الذي كان مقيماً في أحد أكبر فنادق العاصمة لم يكن متورطاً في عمليات إرهابية وهو معروف بخلافه مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي اتخذت في حقه قراراً بالفصل من صفوفها.

 رابعاً ـ لم تثبت صحة الشائعات التي تواترت على نطاق كبير بأن لحزب الله أي علاقة بالسلاح الذي صودر في العملية، وتبين أن معظم تلك الشائعات كان عن سوء نية تجاه الحزب ولم تكن تستند الى أي حقيقة أو توثيق.

خامساً ـ أهمية العملية التي نفذها الجيش أنها أكدت على موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقيادة منظمة التحرير بالتصميم على الالتزام بالتعهد الذي قطعه الرئيس أبو مازن لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون حول دعم قرار لبنان سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية كلها في العاصمة بيروت وفي المناطق اللبنانية كافة التي تستقبل المخيمات.

وبعد، صحيح أن ليس لعملية برج البراجنة أي صلة مباشرة بقرار سلاح حزب الله، إلا أنها تتقاطع مع قرار احتكار السلاح من قبل الدولة اللبنانية وحدها لا شريك لها في امتلاكه.

وهذه، في حد ذاتها، مؤشر إيجابي.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.