شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – قاسم يستحضر»الثلاثية»: و «دقوا راسكم بالحيط»!

عاش اللبنانيون على أعصابهم، يوم أمس، وارتفع الضغط الى مستوياته العليا في الساعات التي تزامنت مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء، فيما كان سماحة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم يواكب الاجتماع في ذكرى أربعين الحاج رمضان، الذي كان له دور بارز في المقاومة، إضافة الى دوره في الحرس الثوري الإيراني.
بدا الشيخ نعيم لابساً ثوب الهدوء في النبرة لكنه كان يمشي على طريق التصعيد في المضمون.
كان قد تردد أن سماحة الأمين العام حدّد ساعة الكلام في الخامسة من مساء أمس، ربما لأنه توقع أن يكون الخيط الأبيض قد بان من الخيط الأسود في جلسة مجلس الوزراء. إلّا أن الجلسة امتدت الى وقت تجاوز موعد الخطاب بزمن غير قصير… فكان أن اندفع في خطابه محاولاً لبوس المظهر الهادئ وتمرير الصلابة التي أبرزها نقطتان سعى لأن يقدم لكل منها ما اعتقَدَ أنها مبرراتٌ أو دواعٍ. وهاتان النقطتان هما: الأولى «ما منمشي» بالورقة الأميركية الثالثة التي حملها الموفد الرئاسي الأميركي توما البراك، وأسماها المذكرة التي انتقدها بشدة قائلاً إنها أسوأ من المذكرتين الأولى والثانية اللتين سبقتاها، كاشفاً (قارئاً محتواها) ليستنتج أن الأخذ بها هو الإذعان في حد ذاته، وهيهات منا الذلّة. وبدا حاسماً جداً في هذه الجزئية، أقله كون هذا التطور لا يجوز أن يكون مدخلاً الى التخلي عن السلاح.
وأما النقطة الثانية فهي التمسك بالثلاثية التي أثارت انقساماً عمودياً حاداً في لبنان، وهي «الجيش والشعب والمقاومة». وهو يعرف، من دون أدنى شك، أن زمن تضمين بيانات مجلس الوزراء فقرة عن المقاومة والثلاثية قد ولّى كنتيجة للتطورات والمستجدات في لبنان وغزة والإقليم.
وكانت الملاحظة البارزة في كلام سماحة الشيخ نعيم قاسم هي أن الحملة الكبيرة التي استهدفت الرئيس العماد جوزاف عون، (والحكومة غالباً والجيش أحياناً) عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وشارك فيها إعلاميون وناشطون مقرّبون من حزب الله، لم تلقَ صداها على لسان الأمين العام. وهذا ليس من باب المصادفة على أي حال.
باختصار إن الموقف المتشدّد، في هذه اللحظة الحرجة، يزيد من الضغط الذي سيكون على لبنان أن يتحمله في هذه اللحظة الحرجة من تاريخه.
وفي تقديرنا أن الحزب، ذاته، وهو أيضاً واقع تحت ضغط كبير ومصيري. وباختصار فإن أبواب الأزمة مفتوحة على صراع كبير.

khalilelkhoury@elshark.com