شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لأن التفاوض ليس سراً زودوا اللبنانيين بالوقائع

13

استبشر اللبنانيين خيراً بالمعلومات المتوافرة عن الإيجابية المتطورة صعوداً في العلاقة بين الرئيس جوزاف عون وقيادة حزب الله. ونحن إذ نؤيد اضطراد تنامي هذه العلاقة كونها واجبة الوجوب، في المبدأ، بين الرئاسة والأطياف كلها، ولا سيما في المرحلة الآنية، فإننا ندعو الى تزويد الناس، باستمرار، وقائع ومجريات ومنعطفات الحوار الدائر بين فخامته وحزب الله، لأننا لا نرى أي موجب للاستمرار في التستر على موضوع هذا التفاوض في المطلق، لا سيما وأن المضي في التصرف على هذا النهج من شأنه أن يبقي على الكم الهائل من علامات الاستفهام المرتسمة في الأفق اللبناني الذي يضج بالشكوك والظنون، سيان أكان «سوء الظن من حسن الفطن» أو حتى لو كان «بعضه إثماً»…

ولا شك في أن الجانبين المعنيين بهذا الحوار الثنائي يطلعان على البلبلة والـ «شوشرة» في الشارعين السياسي والإعلامي  حول هذا الموضوع. وفي تقديرنا أن ذلك يعود الى ندرة المعلومات من مصادرها التي يجب أن تُعمم على الملأ أقله في بعض العناوين الكبرى من دون الدخول في أسرار الآلهة، فلا يبقى الأمر خاضعاً الى التأويلات الذاتية والتفسيرات المغرضة التي ليس من دور لها سوى أنها تضيف المزيد من الطلاسم التي تطالعنا، كل يوم، بين من يطيب له أن يجزم بأن الحوار الثنائي بين بعبدا وحارة حريك يراوح مكانه، أو حصل عليه تقدم، أو حتى حقق قفزات الى الأمام… ومن يحلو له أن يستمر حاملاً «ورقة النعوة» في الحديث عن فشل الحوار الذي لم تعد أي جدوى من الاستمرار فيه بحسب الذين ينحون هذا المنحى، وأن البلد مقبل على انفجار كبير الخ… ليمضي بتحديد مواعيد الشؤم ونعيق البوم…

من هنا نناشد فخامة الرئيس وقيادة الحزب أن يضعا اللبنانيين في الأجواء، ولا نذهب الى حد المطالبة بتعميم المعلومات التي يقدّران أنها ضرورية لتهدئة الخواطر وبث الأمل والطمأنينة من غير أن يذهبا بعيداً فيها، لا سيما إذا كانت السلبية عنوان الحوار، فنحن نقدر أن ثمة ما لا يجوز إزاحة الستار عنه قبل أوانه.

مع تمنياتنا بنجاح هذا الحوار الذي نتمنى أن يبلغ الى خواتيمه، فتنبثق منه الحلول التي ستصب، بالضرورة، في مصلحة اللبنانيين جميعهم.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.