شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – مناظرات رئاسية مطلوبة
ما هي مواقف المرشحين الى رئاسة الجمهورية اللبنانية من مختلف القضايا المطروحة، أو التي تطرح ذاتها بفعل أهمية بعضها وخطورة بعضها الآخر؟
نلقي بهذا السؤال ولا نستغرب، سلفاً، الرد المنتَظَر من غير جهة ومفاده أن ليس للرئيس صلاحيات (بعد التعديلات الدستورية بموجب اتفاق الطائف)، وبالتالي لم يعد مهماً أن يكون للرئيس موقف أو برنامج الخ…
وفي تقديرنا أن هذين الجواب والتفسير يبقيان قاصِرَين عن الواقع ليس فقط لأن رأس الدولة هو الوحيد بين الرؤساء الذي يقسم يمين الحفاظ على الدستور ووحدة البلاد وما يدخل في إطار ذلك من قضايا الأساس والجوهر، إنما أيضاً لأن للرئيس حقاً وصلاحياتٍ دستوريةً في عرض البنود على مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال وبعضها يتضمن مشاريع وسواها…
من هذا المنطلق (وفي المبدأ) لا بد أن يكون النواب على معرفة بأفكار وتوجهات المرشّح الذي سيوصلونه الى سدّة الرئاسة.
لذلك نرى من الضروري أن يتقدم المرّشحون ببرامج لولاية كلٍّ منهم. فرئيس الجمهورية ليس صندوق بريد ولا يجب أن يكون، فقط كي يوقّع المشاريع والقوانين، أو يردها، أو يتجاهلها فتصبح سارية المفعول مع انتهاء المهلة الدستورية المعدودة بالأيام!
ونذهب الى أبعد فنطالب المرشحين الثلاثة البارزين حتى إشعار آخر (مع حفظ الألقاب: سليمان فرنجية وجوزاف عون وجهاد أزعور) بأن يتواجهوا في مناظرة أو بضع مناظرات يعرض كلٌّ منهم، خلالَها، موقفه من مختلف القضايا وأبرزها أزمة النزوح السوري، واللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، ومصير الودائع المالية، وترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، وأيضاً ترسيم الحدود البحرية وفي الغجر مع الجانب السوري، وأي مخطط يحمله كلٌّ منهم لوقف الانهيار الشامل في البلد، ومصير التحقيق في جريمة تفجير المرفأ المروّعة، وماذا عن إصلاح الإدارة العامة، وماذا يُعِدّ لمكافحة البطالة ولاستعادة الشباب المهاجر، الى ما هنالك من القضايا الملحّة.
وقد تكون هذه المناظرات ثلاثية بين الفرسان الثلاثة أو ثنائية بين كل اثنين منهم.
هل نحلم؟ أو إننا نتوهّم؟!.