شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – نُذُر الشرّ

40

الأحداث المتواترة في البلد تنذر بأيام عصيبة «حُبلى ليس يُدرى ما تلد». فالجرائم الفردية مضافة الى حادثة الكحالة، وقبلها مقتل القيادي القواتي (الحصروني) جنوباً، وإرهابي داعش في الضاحية، يجب أن تكون مدار درس عميق ليس من الأجهزة الأمنية وحدها بل كذلك من القيادات المسؤولة والسياسية المعنية.

قد لا يوجد ثمة رابط مباشر بين تلك التطورات كلها، إلا أن هناك عنواناً عريضاً يمكن إدراجها تحته وهو أن الأمن معرّض للاهتزاز، وبالتالي للمخاطر الشديدة.

صحيح أن قاتل أخيه لم يرتكب الجريمة بدافع سياسي، ولا قاتل شقيق عروسه في احتفال العرس، ولا قاتلة زوجها بالتواطؤ مع عشيقها المقيم في الخارج بتنفيذ قاتل سوري مأجور في الداخل، ولا الخبر شبه اليومي أمثال: قتيل في سيارته وآخر في شقته وثالث على الطريق العام ورابع في أرض مهجورة وخامس وسادس وسابع (الخ …)، ولكن هذا كله يعني أن القتل صار مثل شربة الماء من حيث استسهال الإقدام عليه، الى درجة أن لعبة السلاح صارت لعباً في النار قد لا يكتفي بحرق الأصابع، بل ربما طاول الحريق بلداً بأكمله. وندّعي أننا لا نبالغ في هذا الكلام على الإطلاق، لاسيما أن الكشف عن تلك الجرائم يتكشف عن دور للاجئين السوريين في نسبة كبيرة منها، ما يعني أن السلاح المتفلّت موجود في كل مكان، ليس فقط في مخيمات الفلسطينيين، وما حدث في مخيم عين الحلوة من اقتتال مروّع يشكل دليلاً قاطعاً على ذلك.

ولا نتحدث عن الدوافع السياسية والاقتصادية والمصالح الدولية (المتقاطعة والمتناقضة) ولكنها تُسهم في الاستعداد النفسي، على الأقل، للتفجير، وأبرزها الشغور الرئاسي والتعطيل الإداري شبه الشامل في الإدارات العامة ومؤسسات الدولة بأكثريتها الساحقة.

إلا أن أسوأ ما في هذه الصورة البشعة ما ابتُلينا به من مسؤولين وقياديين نجزم أن أيّاً من بلدان العالم المتخلّف لم يُبتَلَ بأسوأ منها.

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.