شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – ورقة الحزب غير قادر على صرفها في الداخل

45

يعكف فريق من الباحثين، متابعي الأوضاع والتطورات، على عقد «لقاءات حوارية» يتطارح المنتدون في كلٍّ منها موضوعاً مركزياً لبنانياً ذا صلة بما يحدث خارج الحدود، لاسيما ما يكون لانعكاسه تأثير على الداخل.
اللقاء الأخير عقد قبل ثلاثة أيام في منتجع جبلي جميل واستمر على يومين تخللتهما أربعة اجتماعات بمعدل اجتماعين في اليوم الواحد، وتميز اثنان منهما بالتواصل عبر التقنيات الحديثة مع شخصيات ثلاث مقيمة في الخارج إحداها مقيمة في جمهورية مصر العربية والثانية ديبلوماسي أوروبي غربي يقيم في العاصمة الفرنسية، والثالثة ديبلوماسي أميركي مخضرم. والثلاثة يعرفون لبنان واللبنانيين معرفة وثيقة، وكان لكل منهم دورٌ ما على امتداد العقود الثلاثة الماضية.
«ما هو تأثير حزب الله على المسار السياسي اللبناني بعدما تضع الحرب أوزارها»؟ ذلكم كان الطبق الرئيس على مائدة الحوار في اليوم الأول. وبالرغم من اختلاف المشارب، والتمايز (كي لا نقول التناقض) بين المجتمعين حول الطاولة والمتواصلين معهم من الخارج بدا أن الجميع يلتقي على النقط الآتية في الجواب عن السؤال الذي شكّل محور حوار الجلسة الأولى من اليوم الأول. ولو شئنا أن نلخص المواقف، من دون تسمية أصحابها، لأمكننا ذكر النقط التي توافق عليها القوم بالآتي:
أولاً – ثمة إجماع على أن حزب الله لن يخرج خاسراً من «حرب الإشغال والمساندة»، ولكنه في المقابل لن يخرج منها محققاً انتصاراً سياسياً بارزاً. لأن «انتصار» المقاومة الفلسطينية ومعها المقاومة الإسلامية في لبنان هو «انتصار سلبي»، وليس انتصاراً إيجابياً، بمعنى أن حماس، وداعمها حزب الله، نجحا في منع إسرائيل من تحقيق أهدافها المعلِنة، ولكنهما لم يقدرا أن يحققا شيئاً ملموساً، غير الصمود.
صحيح أن هذا المنع هو إنجاز بشكل أو بآخر، ولكنه، على الصعيد الداخلي، غير قابل لأن، «يُصرَف» في لبنان.
ثانياً (واستطراداً) – إن همّ حزب الله، بعد هذه الحرب، أن يعيد تسويق المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، وحتى الآن ليس ثمة من أدلّة ومؤشرات على أن الحزب في وارد التراجع عن هذا الترشيح. وفي المقابل ليس من علامات على أن حظوظ فرنجية قد ارتفعت بأكثر من نائبين أو ثلاثة ليسوا، بالضرورة، نواب التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي الذين استقال اثنان منهم ودُفع بالاثنين الآخرَين الى الاستقالة. ولكن هذا الارتفاع لا يبدّل شيئاً في «معادلة العجز النيابي» عن انتخاب رئيس للجمهورية.
ثالثاً – وبالتوازي، وفي السياق ذاته، تقاطع الذين شاركوا (عن بعد) في الجلسة الصباحية على الآتي: تلقى فريقان على الأقل من معارضي حزب الله ضمانتين مهمتين إحداهما من دولة عربية خليحية بارزة وفاعلة في لبنان وخارجه والثانية دولة عظمى كبيرة بأن كلاً منهما «تدعم بقوة» موقف معارضي الحزب، لاسيما في الملف الرئاسي اللبناني(…).

khalilelkhoury@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.