قمّة الخنوع والاستسلام!!!

138

كتب عوني الكعكي:

بعد 35 يوماً من تدمير الحجر والبشر في غزّة، وأبطال «طوفان الأقصى» صامدون يتحدّون العدو الاسرائيلي، الذي لا يزال يستعمل جميع أنواع القذائف والصواريخ، ليقتل أبناء غزة وأطفالها ونساءها وشيوخها وعجائزها..

وحده البطل محمد الضيف يقف على رجل واحدة، ويد واحدة، وعين واحدة، يخطط ويمطر كل المدن الاسرائيلية بالصواريخ التي لم تترك جزءاً واحداً من فلسطين المحتلة إلاّ ووصلت صواريخ «القسّام» إليه من دون أن ننسى صواريخ المقاومة اللبنانية التي تعهدت بإلهاء جيش العدو في شمال فلسطين.

35 يوماً، وإسرائيل تعبث بأرواح أطفال ومستشفيات ومدارس غزة وكنائسها ومساجدها والعرب والمسلمون يتفرّجون.

بعد 35 يوماً قرّروا أن يعقدوا اجتماعاً سمّوه «قمة» في مدينة الرياض، وحضرها اثنان وعشرون رئيس دولة عربية و35 رئيساً أو نائب رئيس من الدول الاسلامية.. ونتساءل: ماذا قرّروا؟

قرّروا الطلب من إسرائيل أن تتوقف عن مجازرها ومحاولاتها سحق الشعب الفلسطيني. انتهى البيان.

على كل حال… البلاد تعيش ازدواجية بين الحكام وبين الشعوب.. الشعب لا يملك إلاّ التظاهر ليعبّر عن رأيه، بينما أصحاب القرار ساكتون سكوت الأموات، فلا حس ولا حركة..

هنا لا بد أن آخذ مثلاً: بيـّن الفرق بين الرؤساء اليوم، ورؤساء الماضي.

في الماضي عندما نشبت حرب بين العرب وإسرائيل عام 1973 أقدم الملك فيصل رحمه الله على قطع إمدادات النفط عن الدول الأميركية والأوروبية احتجاجاً على تصرفات إسرائيل وداعميها الاميركيين. فكانت النتيجة ان إسرائيل أجبرت على ايقاف عدوانها.

مثل ثانٍ: الملك فهد بن عبد العزيز أيضاً، عندما احتل الرئيس صدّام حسين الكويت طلب الملك من الرئيس الاميركي جورج بوش أن يحرّر الكويت وهو مستعد أن يدفع المبالغ التي يريدها.. وهكذا جاءت أميركا وجلبت معها 500 ألف عسكري وأنشأت ما يُسمّى بـ»جيش الحلفاء» لتحرير الكويت.. وبالفعل حُرّرت الكويت لأنّ دخول الكويت من قِبَل صدّام كان أكبر غلطة في تاريخ العراق، إذ كانت نتائجها تدمير الجيش العراقي البطل الذي كان يخيف إسرائيل وحكامها.. وهنا نذكر بالصواريخ التي أطلقها صدّام من بغداد وأصابت قلب فلسطين فدبّ الرعب في قلوب الصهاينة.

الملك عبدالله قال لإسرائيل: «تريدون السلام، ونحن نريد في المقابل دولة فلسطين».

أمّا الحال السعودي اليوم، فمشغول بالرقص والغناء، وهيفاء وهبي وأليسا، ولا تنسوا «موسم الترفيه» في الرياض الذي أقيم بالرغم من أنّ الاعتداءات الاسرائيلية والقصف من الجو والبحر والدبابات تدك مدينة غزة، وإسرائيل تحاول إبادة شعب غزة من دون تمييز بين طفل وامرأة ومُسِنّ.

وإذا كان ولي العهد يعتبر نفسه أهم من جميع حكام المملكة الذين سبقوه، يكفي أن يقول لنا كم كلّفت حرب اليمن، وهل ان صندوق «الأجيال» لا يزال بخير وسالماً؟

ونتساءل أيضاً عما فعله بأبناء عمّه ورجال الأعمال السعوديين في سجن «الريدز» وسلبهم ثرواتهم بحجة الاصلاح… نريد أن نسأله: لقد اشترى في يوم واحد يختاً بـ500 مليون دولار، وقصراً في باريس بـ500 مليون دولار، ولوحة مزوّرة بـ500 مليون دولار؟

فهل يقول لنا: مَن أين جاء بهذه الأموال؟ ألم يكن الأفضل بدل عقد هذه القمة أن يقوم حاكم المملكة العربية السعودية ويهدّد بقطع البترول عن العالم بدل الانتظار 35 يوماً ليعطي فرصة للعدو الاسرائيلي بقتل أبناء غزّة..؟ أليْس أفضل من تلك القمة التي عُقدت في مدينة الرياض في الوقت الذي كانت الاحتفالات في «موسم الترفيه» في الرياض في ذروتها؟ وبالفعل لو نظر الحاكم الى التظاهرات التي تعم أميركا من واشنطن الى نيويورك الى ديترويت الى باريس الى لندن التي وصفت تظاهرتها بأنها أكبر تظاهرة في تاريخ بريطانيا، الى اليابان الى باكستان الى أميركا الجنوبية… كل هذه التظاهرات وأفلام القتل الذي يمارسه العدو الاسرائيلي على أطفال غزّة لا تعني له شيئاً.

التاريخ لن يرحمكم.. وسوف تدفعون الثمن غالياً مهما طال الزمن.

aounikaaki@elshark.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.