لو كنت فلسطينياً لقدّمت سلاحي لرئيس الجمهورية اللبنانية

26

كتب عوني الكعكي:

نعم وبكل محبّة، أتوجّه برسالتي هذه الى كل فلسطيني شريف، يحمل بندقية ليقدمها الى رئيس جمهورية لبنان… فلماذا؟

أولاً: بصراحة، السلاح الموجود بيد الاخوة الفلسطينيين في لبنان، وعند كل الفصائل، لم يعد ينفع ولم يعد له دور. وهذا ثابت بوجود المسيّرات والأجهزة المتقدمة التي يملكها جيش العدو الإسرائيلي، وذلك باعتراف شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله، عندما اعترف في تصريح علني قبل استشهاده: «إنّ إسرائيل متقدّمة علينا تكنولوجياً بفارق كبير».

ثانياً: العمليات التي قامت بها إسرائيل، وأذكر منها اغتيال المسؤول الفلسطيني الكبير في الضاحية صالح العاروري، حين أطلقت عليه صاروخاً دمّر الشقة التي كان يسكنها وقتل معه عدد كبير من المرافقين.

ثالثاً: الفلسطينيون اليوم في أغلبيتهم مع منظمة التحرير الفلسطينية وهم الأكثر، وهم الذين وقّعوا على «اتفاق أوسلو» في 13 أيلول 1993 مع إسرائيل، واستطاع أبو عمار القائد التاريخي إقامة شبه دولة في الضفة الغربية وغزة.

رابعاً: استطاعت حركة حماس أن تقوم بانقلاب على السلطة الفلسطينية، وتسيطر على قطاع غزة.. وهكذا أصبحت إسرائيل مرتاحة ومسرورة لأنّ الفلسطينيين ينقسمون على أنفسهم.

خامساً: الوضع في لبنان تغيّر كثيراً، حيث أصبح وضع حزب الله حسّاساً جداً، واتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل جاء بشروط مذلّة وكلها لمصلحة إسرائيل.. والكلام عن جنوبي الليطاني وشماله لم تلتزم به إسرائيل ولا ليوم واحد. إذ إن العمليات العسكرية التي تقوم بها من الجنوب الى بيروت لم تتوقف، وهي تستهدف كل الأماكن التي تدّعي وجود حزب الله فيها.

سادساً: وضع المخيّمات الفلسطينية أصبح غير مريح، خصوصاً أن فصائل المقاومة الموجودة داخل المخيّمات على خلاف مع بعضها البعض. وأعطي مثالاً: ما يجري في مخيّم عين الحلوة بين فتح و «حماس» وغيرهما من الفصائل.

سابعاً: لبنان قدّم الكثير ودفع عدداً كبيراً من أرواح أبنائه وتعرّض لضربات عسكرية كبيرة وشُنّت عليه عدّة حروب بدءاً بتدمير أسطول طيران الشرق الأوسط في مطار بيروت في 28 ديسمبر (كانون الأول) من العام 1968 الى احتلال إسرائيلي عام 1978 وإقامة دولة سعد حداد.

ثامناً: ثم اجتياح إسرائيلي وصولاً الى بيروت، وتمت محاصرة مدينة بيروت لمدة 100 يوم عام 1982، وبعد الدخول الى بيروت وطرد منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها أبو عمار والقيادة الفلسطينية.

تاسعاً: الاجتياح الإسرائيلي وتدمير مدينة بيروت وبقاء الاحتلال في الجنوب لغاية عام 2000، أي 18 سنة، عانى فيها كل اللبنانيين على صعيد الشهداء والأموال ما لا يتحمّله أي شعب في العالم.

عاشراً: عندما أعلنت إسرائيل انسحابها من لبنان عام 2000، وكانت أوّل مرّة في تاريخ إسرائيل تنسحب بدون شروط، ظننا أن الأمور قد توقفت عند هذا الحد.

حادي عشر: بدل أن نفتح صفحة جديدة، وأن يقوم حزب الله بالوقوف خلف الدولة، اتخذ قراراً بالسيطرة على الدولة، فدخل الى المجلس النيابي ودخل الى مجلس الوزراء… وأصبح هو الحاكم وصاحب القرار الأول والأخير وبيده قرار السلم والحرب.

اثنا عشر: عام 2006 قام الحزب بخطف جنديين إسرائيليين، مما أدّى الى حرب مع إسرائيل لاسترجاع الجنديين مما كلّف اللبنانيين 6000 قتيل وجريح، من الجيش اللبناني ومن «الحزب العظيم» ومن الشعب اللبناني، وخسارة 15 مليار دولار، يوم صرّح الشهيد القائد حسن نصرالله «لو كنت أعلم».

واليوم يقوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة الى لبنان، وطبعاً الحديث من رئيس الجمهورية سيكون حول سلاح المقاومة الفلسطينية في المخيّمات.

صحيح أن الرئيس محمود عباس لا «يمون» على سلاح جماعات «الرفض»، لكنه يستطيع أن يقول لجماعة «فتح» والكفاح المسلح الفلسطيني أن يساعدوا في عملية تسليم السلاح الذي لم يعد يصلح ولا يفيد، بل على العكس، فإنّ وجوده أصبح خطراً على حياة الفلسطينيين أنفسهم.

صحيح إنها مهمّة صعبة لكنها ليست مستحيلة.

لذلك على الرئيس الفلسطيني أن يقوم بهذا العمل حفاظاً على أرواح الشعب الفلسطيني.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.