ماذا سيجري في المجلس الشرعي وهل يطرح موضوع التمديد للمفتي؟
عطفا على ما سبق ونشرناه عن انتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى والحديث المتداول حول التمديد لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، علمت «الشرق» ان المداولات داخل اروقة المجلس استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل امس، لتأمين انعقاده اليوم، اما برئاسة المفتي، واما برئاسة نائب الرئيس عمر مسقاوي والذي اعلن مقاطعة الاجتماع احتجاجا على الحديث عن رغبة اكثرية من اعضاء المجلس تقديم طرح من خارج جدول الاعمال يتضمن موضوع التمديد للمفتي اربع سنوات اضافية، علما ان ولايته تنتهي بعد سنة ونصف السنة.
ثمة انقسام في الآراء حول هذا الموضوع، وهناك فريق معارض لطرح الموضع الآن لانه مبكر جدا قبل عام ونصف العام من انتهاء ولاية المفتي، ويعتبر هذا الفريق ان مؤيدي التمديد يريدون الاستفادة من اكثريتهم الحالية، لانها غير مضمونة لهم بعد شهر عندما تجري انتخابات المجلس الشرعي.
وقد عبر عن هذا الموقف امين الفتوى الشيخ امين الكردي الذي اشار الى ان طرح التمديد على مجلس تنتهي ولايته بعد عشرين يوما فقط امر مستغرب ولا يصب في مصلحة ديمومة عمل المؤسسات الاسلامية، مؤكدا ان لا مشكلة في طرح موضوع التمديد للمفتي ولكن يجب ان يتم الامر من خلال المؤسسات ووفقا للقانون اي المرسوم رقم ١٨.
واعتبر ان بعض الاشخاص من مقترحي التمديد الآن يبحثون عن مصالح خاصة وعن مقايضات، ويستخفون بموضوع حساس ودقيق يخص الطائفة، وقد ذهب بهم الامر الى حد اتهامي بانني داعشي او اخونجي، لأنني طالبت واطلب بتطبيق القانون.
ومن جهة ثانية، فإن المنادين بالتمديد للمفتي يؤكدون ان الوضع على الساحة السنية ليس سليما في ظل الانقسام والتشرذم الحاصل، وخير دليل عليه ما يجري في مجلس النواب حيث الكتلة السنية منقسمة ومتشرذمة ايضا. ومن مصلحة المسلمين تأمين الاستقرار والديمومة في عمل دار الافتاء من خلال التمديد للمفتي دريان وهو موضوع ثقة من الجميع. وامتد النقاش الى مواقع التواصل الاجتماعي فكتب محمد نقري: لم يكن المفتون في العهد العثماني يأملون في تمديد السلطان وإبقائهم في مناصبهم، بقدر ما كانوا يخشون الإقالة والعزل وخصوصا من الذين لم يقدّموا أي إنجاز في مؤسستهم «فتوى خانة» أو من المحابين الذين كانوا يستقدمون أنصارهم ويعينونهم في اعلى المراكز الدينية. حادثة مفتي السلطنة فيض الله أفندي التي هزت أرجاء الدولة العثمانية في القرن السابع عشر كانت كافية لتدب الذعر في أنفس المفتين الذي عينوا من بعده. بل أكثر ما يرعب المتقاعسين والخمولين هو استقبالهم لموفد السلطان اليهم، فحتى لا يرتعد المفتون مما يحمله من قرار لعزلهم كان موفد السلطان يدخل من باب البهو حاملاً معه علماً أبيض دلالة على رضى السلطان على المفتي العام، وأنه لا يحمل معه قرار العزل والمحاسبة.
نحن طائفة لا نخشى محاسبة مرجعياتنا السياسية والدينية فإن أحسنوا أحسنا وإن أساؤوا أسأنا.… وإن تقاعسوا وأهملوا فلا نمدد لهم.