ماذا يفعل وزير خارجية إيران في لبنان؟
كتب عوني الكعكي:
لا تكاد تنتهي زيارة مسؤول إيراني الى لبنان إلا ويأتي مباشرة بعدها وزير أو مسؤول إيراني آخر، والسبب طبعاً معروف، وهو أنّ إيران تستثمر في لبنان ملياري دولار… وهذا رقم ليس بقليل، وذلك منذ العام 1983، أي منذ 40 سنة، وهذا يستدعي أن يأتي قائد «فيلق القدس» الجنرال اسماعيل قاآني الى لبنان ويتابع بدقة مجريات الأمور العسكرية والميدانية وحال المسلحين وكما السلاح.
كذلك يأتي أيضاً معالي وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الذي لا يكاد يمضي شهر واحد إلاّ ويأتي ليزور لبنان.
واللافت ان زيارة وزير خارجية إيران بدأت بلقاء السيّد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، وأجرى معه محادثات طويلة وأعطى التوجيهات اللازمة… وبالتأكيد بعد زيارته للسيّد نصرالله انتقل للاجتماع برئيس مجلس النواب اللبناني، وأخيراً وليس آخر زار وزير الخارجية اللبناني.
ليس لدي أي اعتراض على زيارة أي مسؤول من أي دولة في العالم لبلدي الحبيب لبنان… ولكن يجب أن نعلم ما إذا كانت هذه الزيارة تصب في فائدة لبنان أم لا؟
أكيد ان الحزب العظيم لا يهمّه إلاّ أن ينفّذ سياسة إيران في لبنان والعالم. وهنا سؤال يطرح نفسه: هل مصلحة إيران تلتقي مع مصلحة لبنان؟ الجواب: أشك في ذلك لأسباب عدة:
أولاً: إنّ لبنان ليس عنده مفاعل نووي.
ثانياً: لبنان لا يتدخل في المسائل الايرانية، وليس لديه أي اهتمام بكيفية تنفيذ مشروع تشييع العالم العربي.
ثالثاً: لبنان فعلياً، حرّر جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، وانسحبت إسرائيل مُجْبَرة من الأراضي اللبنانية، ولم يقف بيننا إلاّ ما يُسمّى بـ»مسمار جحا» أي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهذه حجة لبقاء سلاح حزب الله.
أكتفي بهذا لأعود الى زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الذي صرّح بأنّ إيران مستعدّة لمساعدة لبنان في موضوع إنشاء معامل للكهرباء..
وهنا نسأل معاليه: لماذا هذا الكرم المتدفق على لبنان، خصوصاً أنّ هناك إيرانيين تهدمت بيوتهم في الزلزال الذي ضرب إيران منذ عشرات السنين وما زالوا يعيشون في الخيم.. أليس الأوْلى أن تهتم الحكومة الايرانية بشعبها قبل الاهتمام بشعب بلد عربي آخر، رغم ما «صنع الحداد» بين العرب والمجوس، وهناك أيضاً مشكلة وحروب تاريخية بين الفرس والعرب خصوصاً ان مجيء الاسلام هو الذي أنهى الامبراطورية الفارسية.. وهناك أيضاً الحرب التي حصلت بين إيران والعراق والتي كلفت البلدين 2000 مليار دولار.
كذلك هناك 50 مليون مواطن يحصل الواحد منهم على 20 يورو شهرياً من الحكومة بدل طعام، وذلك بسبب تدهور العملة وتدهور الحال الاقتصادية.
أخيراً، إيران وبسبب العقوبات تعاني من عدم تصريف بيع ما تنتجه، ما أسقط عملتها التي أصبحت في الحضيض.. لذلك لا بد أن نسأل معالي الوزير: من أين سيأتي بالمال لبناء معامل كهرباء في لبنان؟ خصوصاً ان إيران لا تملك مصانع لتوليد الكهرباء.. فمن أين جاء هذا الكرم الحاتمي.. ولماذا؟؟؟