مفاوضات التهدئة تبدأ بحث “النقاط الصعبة” والأبرز خارطة الانسحاب المترافقة مع تبادل الأسرى

4

دخلت المفاوضات “غير المباشرة” بين حركة حماس وإسرائيل، في مرحلة بحث “الملفات الصعبة” وانضم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للوسيطين المصري والقطري، بعد يوم من استعراض أسس المفاوضات الحالية بين الطرفين والذي سار بصورة جيدة.
وبعد مفاوضات دامت لأربع ساعات في مدينة شرم الشيخ المصرية التي تستضيف هذه الجولة، تنقل فيها الوسطاء بين وفدي حماس وإسرائيل المتواجدين في منطقة واحدة، نقلوا فيها وجهات النظر، وجرى التوافق على طريقة التفاوض وتناول البنود الخاصة بـ“الملفات الفنية”، بدأت الثلاثاء عملية البحث المعمق في الملفات الأساسية، وهي ملفات حسب مصدر مطلع تحدث لـ “القدس العربي” “ليست بالسهلة”.

قوائم الأسرى وخارطة الانسحاب
ووفق ما جرى التوافق عليه، عرض الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات (الثلاثاء)، قوائم الأسرى الفلسطينيين، الذين يوافق على إطلاق سراحهم، مقابل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، وعددهم في هذه المرحلة 250 أسيرا من ذوي المؤبدات، وأسرى أقل أحكاما من الضفة وغزة، ومئات الأسرى ممن اعتقلوا بعد أحداث السابع من أكتوبر.
وفي المقابل تعرض حركة حماس أسماء أساسية في صفقة التبادل الحالية، أبرزهم قادة الحركة الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية، وكذلك قادة جناحها العسكري، الذين يمضون أحكاما بالسجن لمئات السنين، ومن أبرزهم عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد، وعباس السيد، وحسن سلامة.
كما يشمل البحث “خارطة الانسحاب” للجيش الإسرائيلي من مناطق قطاع غزة، والتي تترافق مع عمليات التبادل، ووفقا للمعلومات المتوفرة، فإن الجيش الإسرائيلي سيبقي على احتلال العديد من المناطق في قطاع غزة، بخلاف عمليات التبادل التي حصلت بعد تهدئة يناير الماضي، حين انسحب إلى أطراف القطاع الشرقية والشمالية والجنوبية.
ومن المتوقع أن تواجه المفاوضات صعوبات، حين يجري التطرق إلى قوائم الأسرى، حيث رفضت إسرائيل إطلاق سراح الأسرى الكبار في الصفقة الماضية، وكذلك صعوبات أخرى في تحديد “خارطة الانسحاب”، في ظل الخلاف بين الطرفين، حيث تطلب حماس بأن يكون الانسحاب مشابها لما كان عليه في تهدئة كانون الثاني، وتوقف الطيران الحربي بما فيه الاستطلاعي الذي يقوم بعمليات الرصد والتجسس، من أجل إعطاء الفرصة للجناح المسلح لإخراج الأسرى الإسرائيليين من مناطق احتجازهم.
كما تطلب حماس ضمانات قوية بعدم عودة إسرائيل للحرب والعدوان على غزة، بعد انتهاء عملية تبادل الأسرى، على غرار ما حصل سابقا، مع تأكيدها على جاهزيتها لعقد صفقة تبادل شاملة.
وحسب المصدر المطلع، فإنه لا يتوقع أن تواجه ملفات أخرى من أبرزها تدفق المساعدات لقطاع غزة بشكل كبير، لإغاثة السكان الذين يعانون من ويلات الحرب والجوع خلافات جوهرية حين يجري بحثها، في ظل التوافق السابق على آليات الدخول والكميات اللازمة لإسعاف السكان، والمقدرة بـ 600 شاحنة يوميا، لكن المصدر أشار إلى أن سلطات الاحتلال ستقوم كالعادة بوضع بعض العراقيل الخاصة بأنواع السلع وطريقة وصولها إلى غزة، وذكر المصدر أن آلية إدخال المساعدات وكذلك عقد أولى مراحل صفقة تبادل الأسرى، ستتم مباشرة مع بدء عملية وقف إطلاق النار في غزة.

إدارة القطاع
وأوضح مصدر آخر في أحد الفصائل التي تتشاور معها حماس في ملف التهدئة، أن هناك ملفا مهما جدا، سيستحوذ على نصيب كبير في المفاوضات، وهو ملف إدارة قطاع غزة، حيث تطرح إسرائيل وجهة النظر الأميركية التي وردت في مقترح الرئيس دونالد ترامب، والقائمة على إيكال مسؤولية القطاع لجهة دولية، فيما تتمسك الفصائل الفلسطينية بأن يكون اليوم التالي للحرب “فلسطينيا خالصا”، توكل فيه إدارة القطاع إلى لجنة إدارية من “التكنوقراط”.
وإلى جانب هذا الملف، هناك ملفات خلافية أخرى، من أبرزها “سلاح المقاومة” حيث تطلب إسرائيل تسليمه، فيما ترفض حركة حماس ذلك، إلى جانب طلب إسرائيل المتكرر بنفي قيادة المقاومة خارج غزة.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.