مقدمة كتاب الشهيد هشام فحص «امير البحر»

38

بقلم د. طلال حاطوم

يومها كان موج البحر يتمرد على القهر،

وكان كثيرون يبحثون عن رمال صحراء الاتفاقيات والاستسلام ليدفنوا فيها الرؤوس،

يومها كان الاقحوان يدور على نفسه لأن شمسه حجبتها غرابيب سود،

يومها نسي الربيع موعده مع السنونو، وهاجرت طيور الوطن الى غربتها

ويومها أيضاً،

حمل من آمنوا بربهم وباعوه الجماجم خالصة لمرضاته،

حملوا سلاحهم الوضيع واتجهوا حيث تدلهم بوصلة القلب والوطن،

عرفوا أن على عاتقهم مواجهة الطغيان والظلم والاحتلال، فلم يتخلفوا

لم يأبهوا لحجم كرة النار، بل اندفعوا يقاتلون في سبيل الله والوطن كما علمهم إمامهم القائد السيد موسى الصدر.

انطلقت قافلة الشهداء يلتحق بها من أذن له ربه ان يكون مع شهداء كربلاء، وينتظر كثيرون وما بدلوا تبديلاً.

هشام فحص واحد من تلك الثلة المؤمنة التي اعطت للوطن عزه وفخره دون منة أو سؤال،

عاهد موج البحر أن لا يهدأ طالما للحرمان شواطئ،

سبح في وجه الريح والعاصفة وعكس التيار فأوصل الوطن الى بر الامان.

مقاوم من مدرسة حركة أمل التي لم تبخل يوماً على الوطن، بل كانت وستبقى على أمر اليوم الذي اعطاه رئيسها الاخ نبيه بري الى مجاهديها: كونوا على أهبة الاستعداد لحماية حدود الوطن وحدود المجتمع.

فلم يتأخروا ولم يتوانوا.

هشام فحص لا يتسع كتاب لصفحات شهادته،

هشام فحص اضاء عتمة ليلنا بنور جسده الطاهر المتشظي انجماً متلألئة في سماء الوطن،

اعاد للبحر حريته وللصيادين رزقهم،

وعد هشام أن يفجر العدو الاسرائيلي وكان صادقاً من صدقه،

فهو تتلمذ في خط الخط في كشافة الرسالة التي ارادها الامام القائد ان تكون نوعاً من انواع صيانة المجتمع،

وها هو واحد من ابناء أمل، من اخوة هشام، يحمل يراعه ليخط بحبر الحقيقة صفحات مضيئة تؤرخ لمستقبل الوطن

الاخ قاسم صفا تنكب مأجوراً عناء البحث والتدقيق ليروي قصة شهادة السيد هشام فحص حتى لا تضيع التفاصيل في غياهب النسيان وحتى لا تُسرق احلام الشهداء وانجازاتهم.

ليس كتاباً بل هو تأريخ لمرحلة حملت الالام والتحديات، وانجبت رجالاً أكبر من اللحظة التي قبضوا على زمامها وطوعوها لاعادة صياغة صورة الوطن على اتساع مساحة طموح ابنائه.

سيرة هشام ليست للنشر بل هي للعبرة والدلالة.

أمل بنصره تعالى

وعودة الامام القائد ورفيقيه.

د. طلال حاطوم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.