من يعرقل مشروع تطوير واستثمار ملعب بيروت البلدي؟

خاص «الشرق»

انتشرت في الفترة الماضية معلومات اعلامية تفيد بتقدم النائب نبيل بدر بمشروع لتطوير وإستثمار الملعب البلدي في الطريق الجديدة الى بلدية بيروت. هل تم الاتفاق بين بدر والبلدية ؟ ما هي الخطة الموضوعة؟ لماذا لم تجر مناقصة عامة وفق الاصول القانونية؟ أسئلة كثيرة طرحتها «الشرق» على بلدية بيروت وتكشف في هذا التقرير كل  المعلومات حول المشروع ومصيره.

بداية تقدّم رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر امام بلدية بيروت بفكرة استثمار اي ملعب او أرض تابعة للبلدية على ان يجلب استثمارا ويبنى ملعب عليها فكان الخيار المطروح، الملعب البلدي لبيروت، لأن البلدية لا تملك غيره كملعب بحسب مصدر بلدي مطلع.

العرض الذي قدّم من حيدر كان من دون خطة واضحة. فإقترح رئيس المجلس البلدي لبيروت المهندس جمال عيتاني على النائب نبيل بدر التواصل مع حيدر من اجل استثمار الملعب البلدي وتطويره والتواصل  والاتفاق في ما بينهما على هذا الامر منعا لحصول منافسة بين الطرفين. بالفعل وافق بدر فورا على الاقتراح وتقدم امام عيتاني بورقة من حيدر يعلن من خلالها موافقته على ان يستثمر بدر الملعب البلدي وبالتالي تطويره.

وبناء على ما سبق، تقدم بدر بطلب امام محافظ بيروت القاضي مروان عبود بطلب استثمار ملعب بيروت البلدي لمدة 20 سنة بتاريخ 16 كانون الثاني 2022 مرفق ربطا بخطة المشروع.

حوّل عبود الكتاب او الطلب الى عيتاني من دون الخطة الخاصة بالمشروع. وبحسب المصدر البلدي الانف الذكر طلب عيتاني من عبود تزويده بخطة المشروع في كتابين الاول بتاريخ 22 شباط 2022 والثاني بتاريخ 12 ايلول 2022 من دون الحصول على رد من قبل المحافظ..

ورد المصدر هذا الامر الى المناكفة الحاصلة بين عيتاني والمحافظ التي تذكرنا بالمناكفة بين عيتاني والمحافظ السابق لمدينة بيروت القاضي زياد شبيب!».

ويتابع المصدر «وخلال اجتماع وردا على اعتراض النائب نبيل بدر على التأخر في الرد على طلبه اجتمع برئيس المجلس البلدي لبيروت المهندس جمال عيتاني ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود في مكتب وزير الداخلية والبلديات بسام  مولوي حيث سلّم عبود خطة المشروع لعيتاني من اجل عرضها على المجلس البلدي واتخاذ قرار بالطلب المقدم من بدر».

ويرد المصدر ان ابرز اسباب التأخر في البت بالموضوع كان بسبب التأخر وعدم تسليم عيتاني خطة المشروع».

بعد استلام خطة المشروع اجتمع المجلس البلدي لبيروت بتاريخ 2 ايار 2023 ،وافق مبدئيا على المشروع الذي يهدف الى تطوير الملعب بمبلغ يقارب المليون  ونصف مليون دولار اميركي. وعلى عقد اتفاق مع نادي الانصار ممثلا بالاستاذ بدر بخصوص تشغيل وتفعيل ادارة الملعب البلدي وطلب من اللجنة القانونية تحضير عقد اتفاق بين الطرفين مع تعديل مدة المشروع بـ 9 سنوات فقط والتشديد على ان يبقى هذا الصرح الرياضي مفتوحا» امام المواطنين الذين يرغبون بممارسة الرياضة من دون مقابل وان يكون للبلدية اولوية اقامة النشاطات التي ترتئيها».

ويكشف المصدر البلدي عينه ان «الاطراف القانونية الخاصة بالبلدية وبالنادي اجتمعت مرات عدة وعدلت الخطة من اجل الوصول الى مخطط قانوني مثالي يحفظ حق الطرفين وبعد الانتهاء منه حوّل عيتاني مسوّدة العقد بالتراضي الذي توصلت اليه الاطراف القانونية الى محافظ بيروت القاضي مروان عبود الذي يمثل بلدية بيروت كسلطة تنفيذية ولخبرته القانونية كقاض في ديوان المحاسبة للاطلاع وتصويب اي بنود قانونية والبت بالمشروع».

ويكشف المصدر البلدي ان «عيتاني تفاجأ في اليوم التالي بعد تحويله مسوّدة الاتفاق القانونية الى عبود بكتاب من قبل رئيس هيئة الشراء العام الدكتور جان العلية يطلب اليه تفسيرات تتعلق بالعقد وعدم الاعلان عنه واجراء مناقصة. ليرد عيتاني على الكتاب بكتاب بتاريخ 3 ايار 2023 مؤكدا ان بلدية بيروت لم توقع اي اتفاق بالتراضي مع اي جهة لترميم وتشغيل ملعب بلدية بيروت البلدي واوضح خلاله الملابسات التي ذكرناها اعلاه. على ان يتلقى عيتاني ردا على الرد عليه يوضح فيه البنود القانونية لقانون الشراء العام ويشدد على مواد القانون لناحية الشفافية والعلنية والتنافسية وسائر المبادىء التي تتعلق بالنظام العام».

وهكذا يكون المشروع من الناحية القانونية التي تحفظ المال العام اي حقوق بلدية بيروت في عهدة محافظ بروت الذي يقرر قانونية المسودة التي عرضت عليه من عدمها ويقرر السير في المشروع من عدمه كونه قاضيا وخبيرا في القانون.

وبحسب المصدر البلدي السابق فإن وقع عبود الاتفاق سنسير به كعقد بالتراضي علما ان رئيس هيئة الشراء العام الدكتور جان العلية اوضح ضرورة الاعلان والشفافية والتنافسية لاجراء هكذا اتفاق. الايام المقبلة ستحدد مصير هذا الاتفاق الذي لا يعتبر غريبا ففي مصر نادي الاهلي وهو من اعرق النوادي الرياضية يسمح للمحال التجارية بإستثمار محيط ملعبه من اجل المردود المادي الذي يعود على النادي.