مهمة براك بين المعلن وغير المعلن: لا مفرّ من جدول زمني لتسليم السلاح

28

الشرق – تيريز القسيس صعب

غادر المبعوث الأميركي الى الشرق الاوسط لبنان توم براك، وفي قلبه وفكره حنين الوطن الام، الا انه ترك وراءه معادلة صعبة ومعقدة : إلزامية حصر سلاح حزب الله بيد الدولة اللبنانية.

وفي قراءة ديبلوماسية لزيارة المسؤؤل الاميركي للبنان، راى مرجع رسمي في إحدى عواصم القرار ان هذه الزيارة شكلت ارتياحا لبعض القوى السياسية والحزبية في لبنان، الا انها لم تحمل جديدا للبعض الاخر بل على العكس، فان ما حكي في المجالس المغلقة لا يتطابق ابدا مع تصريحات براك امام الصحافيين. ولاحظ المرجع اعلاه ان الزيارة في مضمونها وضعت الدولة امام امتحان صعب والزمتها بشروط ومهمات واجب عليها تنفيذها وتطبيقها في مهلة لا تتخطى نهاية العام الحالي.. وكشف المرجع الدولي ل «الشرق» ان السفير براك شدد خلال لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين ضرورة وضع جدول زمني لحصرية السلاح بيد الدولة والتي على اساسه سيتمكن لبنان من اجتياز كل العقبات السياسية والاقتصادية التي يمر بها، واللحق بالمتغيرات التي تبدل وجه منطقة الشرق الاوسط. وأكد أمامهم أنه سيعود الى لبنان خلال ٣ اسابيع في مهمة استكمال ما تم انجازه ووعد به، وهو سينقل الموقف اللبناني المطالب باعطاء مزيد من الوقت لاتمام المهمة المطلوبة. الا ان المصادر اعتبرت ان القرار ليس بيد براك اطلاقا الذي يحاول تدوير الزوايا ومساعدة لبنان في دعمه على مختلف المستويات. إنما القرار هو فيما سيصدر عن المحادثات الأميركية الاسرائيلية، خصوصا وان الملف اللبناني حضر بشكل قوي على طاولة جدول إعمال اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى ولو لم يكن من الأولويات.  وباعتقاد المرجع أعلاه ان جميع الجهات الدولية والاقليمية اصبحوا مقتنعين اليوم، ان الكرة باتت في الملعب اللبناني، وان على اللبنانيين أنفسهم إيجاد المخارج، وحل العقد لتسوية اوضاعهم مع التشديد على دعم ووقوف المجتمع العربي والدولي الى جانب اي قرار قد تتخده الحكومة اللبنانية في هذا الصدد. فالمهلة الإضافية التي طلبها لبنان لحل مسالة سلاح حزب الله، ربما سيتم القبول بها او العمل عليها من جانب الجهة الاميركية، انما كي يصار الى قبولها يجب اقناع اسرائيل ايضا.

لذلك فان مهلة الايام والاسابيع التي تفصل عودة براك الى لبنان مشروطة بتحديد الحكومة اللبنانية جدول زمني لحصرية السلاح بيد الدول، وإلا فإن هذه المسألة قد تشكل عقبة وعبءا واضحا لاعادة سكة الدولة الى مساره الصحيح. وعليه فان لبنان يترقب تداعيات المباحثات الاميركية الاسرائيلية، وهو يتابع ويكثف اتصالاته مع المراجع الدولية الملمة بالملف اللبناني، كما ان التعهد الذي قطعه المسؤولين في لبنان لبراك حول امكانية ايجاد حل لحصرية السلاح، سيبقى معلقا الى حين اتضاح الصورة خلال الساعات المقبلة. مع الاشارة الى ان امام الدولة أيضا امتحان حساس عليها تجاوزه يتعلق بالتمديد سنة اضافية للقوات الدولية العاملة في الجنوب اوائل الشهر المقبل من دون ادخال اي تعديلات على قرار التجديد. فالسؤال المطروح كيف ستتمكن الدولة من اجتياز هذه الاستحقاقات المقبلة، وهل ستكون الحكومة راس حربة امام كل من يقف ويعترض مسيرتها واهدافها؟

الجواب رهن بالتطورات ومجريات الأوضاع الإقليمية والدولية….

Tk6saab@hotmail.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.