هل يتحقق حلم الدولة الفلسطينية؟
كتب عوني الكعكي:
صحيح أنّه عندما قام القائد الشهيد يحيى السنوار بعملية «طوفان الأقصى»، كان كثيرون معه وكثيرون ضدّه.. والذين كانوا ضدّه، كانوا يرددون ويقولون: لماذا ورّط السنوار أهل غزة بهذه الحرب؟ ألم يحسب كم هي الكلفة البشرية والمادية لتلك العملية؟ ووجهوا الكثير من الأسئلة والانتقادات: منها ما كانت محقة ومنها ما كان فيها بعض التجنّي.
ولكن اليوم، وبعد أن أدّت هذه العملية الى مجيء زعيم العالم الرئيس العظيم دونالد ترامب، لا بل أعظم رئيس في التاريخ، قاطعاً آلاف الكيلومترات جوّاً، ويشارك في أكبر احتفال من أجل وضع حدّ لحرب غزة. فذلك لعمري إنجاز كبير جداً.
مجيء الرئيس دونالد ترامب الى شرم الشيخ من أجل غزة يعتبر أكبر نجاح لعملية «طوفان الأقصى».
يا جماعة… قبل عملية «طوفان الأقصى» كانت القضية الفلسطينية ملقاة في «سلّة المهملات»، ولم يتحدّث عنها أحد. أما بعد عملية «طوفان الأقصى» فقد تغيّرت الأمور.. وإليكم ما حققته تلك العملية من إنجازات:
أولاً: يكفي أن يأتي أعظم رئيس في العالم من أجل قضية غزة وسط مؤتمر عام وشامل.
ثانياً: أن يجبر «قائد العالم» إسرائيل، وبعد سنتين ونيّف، على التوقف عن قتل الأبرياء من أهل غزة… فهذه من الإنجازات الكبرى أيضاً.
ثالثاً: مَن كان يصدّق، كيف حصل هذا الصمود التاريخي لأهل غزة. يا جماعة.. سنتان ونيّف، وإسرائيل تقصف وتدمّر وتمنع المياه والأكل، وتقتل وتهجّر، وتمارس جميع أعمال العنف على أهل غزة. وأهل غزة صامدون صابرون.
رابعاً: رغم كل الضغوط العسكرية: بالحديد والنار لطرد أهل غزة من وطنهم، ظلّ أهل غزة صامدون متمسّكين بالبقاء في غزة.
خامساً: ما دمنا نتحدّث عن صمود أهل غزة نشير الى أنّ الفضل الكبير لذلك الصمود ورفض التهجير من غزة، يعود الى ان الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، بالرغم من الضغوط السياسية والمعنوية والمادية التي عُرضت عليه للموافقة على نقل أهل غزة الى خارج غزة وظلّ صامداً ثابتاً على موقفه، رفض رفضاً قاطعاً.
سادساً: بالرغم من الأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها مصر، وبالرغم من خسارة 600 مليون دولار بسبب حرب غزة، ومن تراجع الملاحة في البحر الأحمر، وبالرغم من عرض سخي على القاهرة بتصفير ديون مصر وإعطائها 10 مليارات من الدولارات الأميركية، رغم كل ذلك بقيت مصر ثابتة على موقفها، والرئيس السيسي ثابت متمسّك بمواقفه، وهو يعتبر أنّ القضية الفلسطينية، وإقامة دولة فلسطينية، قضية مبدئية لا يمكن أن يتنازل عنها.
سابعاً: من كان يصدّق أنّ الأهداف التي وضعها رئيس حكومة العدو الإسرائيلي سوف تسقط، والأهداف التي أرادها:
أ- القضاء على حركة حماس، وهو هدف لم يتحقق، لأنّ أبطال «طوفان الأقصى» كانوا أمس في أبهى مظاهرهم، وهم يطلقون سراح المخطوفين في عملية الطوفان.
ب- فشل رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بطرد أهل غزة من أرضهم، بالرغم من كل المحاولات التي سقطت أمام صمود هؤلاء.
ج- فشل نتنياهو في تحرير أي مخطوف بالرغم من مرور سنتين، وبالرغم من العنف الشرس الذي مارسه جيش العدو الإسرائيلي ضد غزة وضد أهاليها.
أخيراً، تحيّة للرئيس البطل دونالد ترامب الذي لولاه ما كانت حرب غزة توقفت… وشكراً للقائد الشهيد يحيى السنوار الذي أحيا القضية الفلسطينية. وهنا يكفي أن تتغيّر آراء «العالم» لتجتمع حوالى 160 دولة من أصل 190 على الاعتراف بدولة فلسطين. ويكفي أيضاً التظاهرات في كل أنحاء العالم تأييداً لأهل غزة، خصوصاً ما حدث في جميع جامعات أميركا، وما جرى في دول العالم من تأييد لقضية الشعب الفلسطيني.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.