واشنطن وموسكو وباريس تحذر من التصعيد جنوباً

بارولين غادر بيروت .. ولقاءات لبو حبيب في أوروبا

80

الصخب السياسي الذي خيّم على البلاد طوال الاسبوع مع زيارتي امين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين والامين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي الى بيروت تزامنا مع تهديدات اسرائيلية غير مسبوقة بشن حرب واسعة على لبنان وتحذير عدد من الدول رعاياها من المجيء الى بيروت تراجع سريعا امس مع مغادرتهما، مفسحاً المجال امام سكون مستعاد لقراءة المواقف لا سيما البابوية المتصلة بالشأن الرئاسي، بما تضمنت من رسائل للمعنيين بالاستحقاق، لا سيما عين التينة التي خصصها بارولين بإشارة واضحة الى دورها الاساس، اي دور الرئيس نبيه بري في انجاز الانتخابات الرئاسية.

وكما في السياسة كذلك في الميدان الجنوبي، اذ تراجعت حدة التوترات وايضا التهديدات الاسرائيلية في انتظار نتائج محادثات اجراها وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت في واشنطن.

بارولين

في السياسة، وقبيل مغادرته بيروت التقى بارولين في العلن او بعيدا من الاضواء عددا من الشخصيات السياسية في السفارة البابوية من بينها، جبران باسيل، سليمان فرنجية، ميشال معوض، سامي الجميل، فؤاد السنيورة وفارس سعيد. الجميل عرض مع الموفد البابوي لعدد من الملفات لا سيما موضوع الشغور الرئاسي والحرب في الجنوب وانعكاسها على لبنان. وشرح الجميّل وجهة نظر الحزب من الوضع الراهن مؤكدًا حرص الكتائب على انتخاب رئيس يكون قادرا على التواصل مع جميع المكوّنات، كما عرض حقيقة التعطيل الحاصل على صعيد كل المؤسسات الدستورية نتيجة تعنّت حزب الله وفريقه والهيمنة على القرارات الكبرى في لبنان. وأكد الجميّل أيضاً أن قضية الكتائب كانت ولا تزال الحفاظ على سيادة لبنان وتمكين قراره الحرّ، وأن هذين العنوانين سيبقيان محور كل الاستحقاقات الأخرى والتي من دونها لا يمكن الحفاظ على موقع لبنان المميّز في هذا الشرق، متمنياً على الفاتيكان لعب دور إيجابي في هذا السياق.

إصرار اشتراكي

الى ذلك، اكد “اللقاء الديمقراطي” ان “هناك إصرارا منا على أن نكون صلة وصل مع كل الأطراف السياسية، شأنه شأن المبادرات والمساعي الأخرى، والمهم أن نصل في أقرب وقت ممكن الى إنجاز هذا الاستحقاق، وفصله عن مسار الحرب مع العدو الإسرائيلي”. وقال عضو اللقاء النائب بلال عبدالله اثر زيارة دار الفتوى” كان لنا نقاش مفصل ووضعنا سماحته بالمسعى الذي قمنا وسنستمر به حول موضوع الرئاسة، بتوجيه من رئيس الحزب تيمور جنبلاط، اثر لقاءاته مع كل الكتل النيابية… وأضأنا في اللقاء على بعض الليونة التي بدأنا نلمسها بخصوص هذا الموضوع، وإن كانت غير كافية لإنجاز هذا الاستحقاق”.

في بروكسل

على صعيد آخر، وفي المتابعة الرسمية للاوضاع في الجنوب، عقد وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سلسلة لقاءات في عاصمة الاتحاد الأوروبي – بروكسل، وأجرى محادثات مع المسؤولين في سياق متابعة مساعي لبنان لخفض التصعيد وتجنّب حرب واسعة في الجنوب تنذر بحرب إقليمية مفتوحة. وقد دعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والامن جوزيب بوريل الوزير بوحبيب إلى غداء عمل حيث جرى التطرق إلى الوضع في لبنان والمنطقة والنظر في امكانية قيام الاتحاد الأوروبي بالمساهمة في تخفيف التصعيد والتوتر في جنوب لبنان. واستتبع ذلك لقاء عقده بوحبيب مع سفراء الاتحاد الأوروبي للدول الـ27 في اللجنة السياسية والامنية، حيث تم التداول بالأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة وسبل دعم لبنان والجيش اللبناني كما والمبادرات الديبلوماسية القائمة ضمن إطار الحلّ السياسي وخفض التصعيد. وتحضيراً لاجتماعات الغد على مستوى القادة الأوروبيين تداول الوزير مع المستشارة الديبلوماسية لرئيس الاتحاد الأوروبي ماغدالينا غرونو في المخارج المحتملة ومواقف الاتحاد الاوروبي تجاه الوضع في كلّ من الشرق الأوسط وأوكرانيا. واختتم بوحبيب زياراته بلقاء المدير العام لمفاوضات الجوار والتوسيع في المفوضية الأوروبية غيرت يان كوبمان قبيل زيارته المرتقبة الى لبنان مطلع الشهر المقبل للتباحث في قضايا التنمية والاقتصاد.

اتصالات دولية

ايضا، تلقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالا من وزير خارجية النمسا ألكسندر شالنبرج تم خلاله البحث في العلاقات اللبنانية- النمسوية. كما تطرق البحث الى الوضع في جنوب لبنان والمنطقة، والاتصالات الدولية الهادفة الى وقف الاعتداءات الاسرائيلية.

تحذيرات

في الغضون، لا شيء حاسما بعد في شأن مسار الامور العسكرية جنوبا. امس، حذّرت السفارة الأميركية في بيروت مواطنيها من السّفر الى لبنان بسبب الوضع الأمنيّ الخطير. ايضا، اوصت السفارة الروسية في بيروت “رعاياها بالامتناع عن السفر إلى لبنان حتى تهدأ الأوضاع في جنوب البلاد”. لكن السفير الروسيّ لدى لبنان الكسندر روداكوف قد اكد عدم إصدار بيان جديد يدعو فيه الرعايا إلى مغادرة لبنان. وشدّد على أنّها نسخة قديمة موجودة من السنة الماضية وما زالت مستمرة حتى اليوم. وقال: “نقول لمواطنينا أن لا يأتوا إلى لبنان قبل هدوء الساحة الجنوبية، وإلى الرعايا الموجودين تركنا لهم الخيار بالبقاء أو المغادرة”.

قلق فرنسي

من جهتها، وفي بيان يتخذ اهميته من توقيته وتزامنه عقب زيارتي بارولين وحسام زكي الى بيروت، عبّرت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها البالغ بسبب خطورة الوضع في لبنان، داعية كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام قرار مجلس الأمن رقم 1701. واعلنت ان فرنسا ستبقى ملتزمة التزاما كاملا بالسعي لمنع التصعيد على الخط الأزرق وتعزيز الحل الديبلوماسي.

غالانت

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد حذر خلال زيارة لواشنطن من أن الجيش الإسرائيلي قادر على إعادة لبنان “إلى العصر الحجري“ في أي حرب مع مقاتلي جماعة حزب الله، لكنه قال إن الحكومة تفضل حلا ديبلوماسيا للوضع على الحدود بين إسرائيل ولبنان. وقال في نهاية الزيارة التي استمرت أياما عدّة “لا نريد الحرب لكنّنا نستعدّ لكلّ السيناريوات، وحزب الله يدرك جيّداً أنّنا قادرون على إلحاق أضرار جسيمة في لبنان إذا اندلعت حرب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.