وزارة الرزاعة واتحاد الغرف اللبنانية يكرّمان رفلة دبانة تقديراً لمسيرته الحافلة بالعطاء والعمل الدؤوب

6

أقامت وزارة الزراعة واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان حفلاً حاشداً تم خلاله تكريم رئيس لجنة الزراعة في اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان روفائيل دبانة، بحضور بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقّير، النائب أيوب حميّد، النائب ميشال موسى، ومدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، وحشد كبير من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والنقابية والدينية. ويأتي تكريم رفلة دبانة تقديراً لمسيرة حافلة بالعطاء، قلّ نظيرها، مسيرة اتّسمت بالالتزام والعمل الدؤوب والرؤية الثاقبة، التي لم ترَ في الزراعة مجرد قطاع إنتاج، بل ركيزة من ركائز صمود لبنان، ورافعة حقيقية لاقتصاده ومجتمعه. الى جانب مطالبته الحثيثة بالدفاع عن قطاع الزراعة وحمايته، كان من أبرز الداعين إلى تحديثها وتطويرها، لتواكب العصر ومتطلبات السوقين المحلية والعالمية. وكان من أشد المؤمنين بأهمية الشراكة الحقيقية بين الدولة والقطاع الخاص لتحقيق الأهداف المنشودة. وبفضل جهوده، تحققت خطوات ملموسة على طريق تعزيز الأمن الغذائي، وتوسيع فرص التصدير، ودعم الصناعات الزراعية وبداية ألقى شقير كلمة رحب شقير بغبطة البطريرك يوسف العبسي وبالوزير هاني وبجميع الحضور، في غرفة بيروت وجبل لبنان، بيت الاقتصاد اللبناني، في هذه المناسبة العزيزة جداً على قلوبنا، والمباركة بوجود سيدنا البطريرك يوسف العبسي، التي نكرّم من خلالها رجلاً مميزاً أعطى وطنه من قلبه وعقله، وخصوصاً في المجال الزراعي، هو الأخ والزميل رفلة دبانة». أضاف «لقد جمعتني بالصديق رفلة رفقة درب تمتدّ لنحو عشرين عاماً، ومن خلالها تعرّفت إليه عن قرب، وتشرفت بهذه المعرفة وبالتعاون معه. وكل يوم مضى، كان الاحترام والمحبّة يتعزّزان أكثر، لما يتمتّع به من صفات حميدة وإنسانية أصيلة».

وقال شقير «عندما يُذكر اسم رفلة دبانة، يتبادر فوراً إلى الذهن ذلك الرجل المحب، المتواضع، صاحب الأخلاق الرفيعة، الحضور المميّز، وخفّة الظل. لكنه في الوقت نفسه، الرجل المبادر، المثابر، الذي لا يعرف الكلل، والساعي دوماً لتحقيق أحلامه وطموحاته، التي تتجاوز اهتماماته الشخصية لتصل إلى المصلحة العامة. وتابع «إنه فعلاً علامة فارقة، أعطى الكثير لوطنه، وساهم طيلة سنوات في حماية القطاع الزراعي والدفاع عن مصالحه، عبر شركته الخاصة، ومن خلال رئاسته للجنة الزراعية في اتحاد الغرف اللبنانية. وكان له دور محوري في تطوير هذا القطاع، وتثبيت موقعه في صلب المعادلة الاقتصادية».

وأكد شقير أن تكريم دبانة يأتي تقديراً لمسيرة حافلة بالعطاء، قلّ نظيرها، مسيرة اتّسمت بالالتزام والعمل الدؤوب والرؤية الثاقبة، التي لم ترَ في الزراعة مجرد قطاع إنتاج، بل ركيزة من ركائز صمود لبنان، ورافعة حقيقية لاقتصاده ومجتمعه. لقد كان رفلة دبانة صوت المزارعين في المحافل الاقتصادية، وضمير الأرض التي أحبّها وأخلص لها. طالب بدعم الزراعة، نعم، لكنه أيضاً كان من أبرز الداعين إلى تحديثها وتطويرها، لتواكب العصر ومتطلبات السوقين المحلية والعالمية. وكان من أشد المؤمنين بأهمية الشراكة الحقيقية بين الدولة والقطاع الخاص لتحقيق الأهداف المنشودة. والقى مدير عام وزارة لويس لحود كلمة أشاد فيها بالتعاون بين وزارة الزراعة وغرف التجارة والصناعة والزراعة والهيئات الاقتصادية، مشيراً الى ان هذا التعاون سيتكثف خلال الأشهر المقبلة، حتى تبقى الزراعة اللبنانية دائمة التألق، في لبنان، وفي الخارج، مؤكداً أننا طائفة الروم الكاثوليك، نفتخر بأن لدينا بطريركا متواضعا ومزارعا. فخلال السنوات الـ7، التي استلم فيها البطريركية، منذ العام 2017 وحتى اليوم، كان لديه احتضان كبير للقطاع الزراعي». وأشاد لحود بالمحتفى به، وقال «هو شخص صارم ومحب وموسوعة القطاع الزراعي، وكل همه خدمة هذا القطاع، يتواصل مع كل المزارعين في لبنان، في كل المناطق من الشمال الى الجنوب الى البقاع، وكان دائما يغلب مصلحتهم على مصالحه الشخصية. كان دائما المبادر لاقتراح الحلول للمشاكل الزراعية، كانت بمعظمها يتم تبنيها، الى جانب تأمينه للأسمدة والأدوية والمستلزمات الزراعية.

أما البطريرك العبسي فقال «بفرح كبير واعتزاز أبويّ، أقف أمامكم اليوم في تكريم رجلٍ جعل من حياته شهادة حيّة للقيم المسيحيّة والوطنيّة والإنسانيّة، وعاشها بأمانة وانفتاح ونزاهة. إنّه السيّد روفائيل دبّانه، الذي نحتفي به اليوم، لا لشخصه فقط، بل لما يمثّله من مثالٍ يُحتذى به في خدمة الكنيسة والوطن والإنسانيّة. ولفت البطريرك العبسي الى أنه في ميدان الاقتصاد والزراعة، أسّس دبانة مجموعة دبّانه-صيقلي، وأسهم في إحياء الأرض وخدمتها بمسؤوليّة وإتقان، فصار العمل الزراعيّ عنده صلاةً، والعطاء من خير الأرض تسبيحًا. وكما يقول الكتاب: «يبنون بيوتًا ويسكنونها، ويغرسون كرومًا ويأكلون أثمارها». وقال «لم تقف إنجازاته عند حدود القطّاع الخاصّ، بل تعدّتها إلى خدمة الوطن عبر مشاركته في عددٍ كبير من اللجان الرسميّة والجامعيّة، محليًّا ودوليًّا، في مجالات الزراعة والتجارة والاقتصاد. وكان دائمًا صوتًا للحكمة والرؤية المتّزنة».

أما الوزير هاني فرحّب بالجميع في هذا اللقاء المميّز الذي «نحتفي فيه برمز من رموز العطاء والعمل والإيمان. وتوجه إلى البطريرك العبسي بالقول: حضوركم الأبوي اليوم يضفي على هذا اللقاء بُعدًا روحيًا ومعنويًا كبيرًا»، وإلى الوزير شقير: وجودك بيننا واستضافتك لهذا التكريم تأكيد على أهمية الشراكة بين الدولة والقطاعات المنتجة لا سيما الزراعة. وقال الوزير هاني «نجتمع اليوم لتكريم العزيز روفائيل دبانه، الرجل الذي جمع بين الإيمان والنجاح، وبين الأخلاق والعمل، وبين الجذور الصيداوية والرؤية اللبنانية والعربية الواسعة. وهو الذي وُلد في صيدا سنة 1938، في عائلة متجذّرة في القيم». وتابع «إنه ليس رجل أعمال فحسب، بل صاحب رؤية إنسانية واجتماعية وثقافية. من مؤسسته الاجتماعية، إلى متحف قصر دبانه، إلى دوره في جمعية فرسان مالطا، حمل همّ الإنسان اللبناني في كل ما فعل، وإلى جانب مسيرته المهنية، كان له دور فاعل في الشأن العام والهيئات الزراعية والاقتصادية، وكان دائمًا صوتًا حكيمًا ومدافعًا شريفًا عن مصالح المزارعين والمنتجين. كما آمن بالعلم، وكان عضوًا فاعلًا في المجالس الاستشارية لعدد من الجامعات، لإيمانه بأن الزراعة لا تنفصل عن البحث والتعليم». أما دبانة فعَبَّرَ عن شكره العميق لهذا التكريم الذي أعتبره محطة مهمة في مسيرته، ودفعة معنوية كبيرة لمواصلة العمل والعطاء، لافتاً إلى أن الشعور بالتقدير هو أحد أعمق المشاعر التي قد يعيشها الإنسان. حين يشعر أن جهده لم يذهب سُدى، وأن هناك من لاحظ وقدّر، فإن ذلك يمنحه طاقة إضافية، وقدرة أكبر على الاستمرار والتطوّر، معتبراً أن هذا التكريم ليس مجرد لحظة فرح أو شهادة أضعها على الجدار، بل هو رسالة تحمل في طياتها الكثير من التقدير والدعم. كما دبانة شكر كل من رافقه في مسيرته عائلته الصغيرة والكبيرة بدءاً من رفيقة دربه جمانة التي على مدى 58 عاما مضت كانت وبشكل مستمر الداعم لي بكل محبة وتضحية وإيجابية وجهوزية مطلقة وفي كل الظروف ورغم كل الصعوبات، وبناته الثلاث سالين وكارول وسيما و»هن سيدات أعمال ناجحات يغمرنني على الدوام بالمحبة وصدق العاطفة». في نهاية الحفل قدم شقير وبمشاركة البطريرك العبسي والوزير هاني درع إتحاد الغرف اللبنانية الى رفلة دبانة، كما قدم الوزير هاني درع وزارة الزارعة الى رفلة دبانة. بعد ذلك قدم شقير الى البطريرك العبسي كتاب غرفة بيروت وجبل لبنان. بعد ذلك، أقيم حفل غداء على شرف المحتفى به في نادي الأعمال في غرفة بيروت وجبل لبنان.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.