وساطة مصرية لتجنيب لبنان الحرب.. وبراك يصعّد

33

في وقت اعلنت هيئة البث الاسرائيلية أنّ “القاهرة تتحرّك دبلوماسياً في لحظة توتر متصاعدة على الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، بهدف طرح مقاربة جديدة تمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة، موضحة ان خطة القاهرة تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس في لبنان، مقابل التزام حزب الله بتجميد نشاطاته العسكرية جنوب نهر الليطاني”، أطلّ المبعوث الأميركي توم برّاك، معلناً بالفم الملآن أنّ “لبنان دولة فاشلة، ولم يعد امامه وقت بل عليه حصر السلاح سريعاً”.
موقف برّاك التصعيدي، اعقب معلومات تحدثت عن وصول وفد عسكري اميركي الى لبنان لتقييم التقدم الذي احرزه الجيش والاطلاع على الاحتياجات اضافة الى جولة يقوم بها وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي في المنطقة ستشمل بيروت، وسيركز هيركي على التعاون مع عدد من الشركاء الرئيسين لتنفيذ حملة “الضغط الاقصى”التي اطلقها الرئيس دونالد ترامب ضد ايران، وتاليا تنفيذ العقوبات والتدابير الصادرة عن الامم المتحدة. ويعقب موقف برّاك ايضا وايضاً، ما تردد عن موافقة لبنان الرسمي على توسيع لجنة الميكانيزم وتطعيمها بمدنيين، ولئن بقيت المعلومات في اطار غير المؤكد.
على اي حال، ومع دخول القاهرة على خط الوساطة، لا بدّ ان تتظهر مع عودة رئيس الحكومة نواف سلام منها بعدما قصدها اول من السبت طبيعة المبادرة المصرية وما اذا كانت قادرة على خرق حال التأزم المُسَيطر على الوضع اللبناني تزامنا مع ارتفاع وتيرة الضغوط الى حدها الاقصى في الايام الاخيرة.
سلام في القاهرة
الوضع اللبناني يحضر بكل تفاصيله في القاهرة التي وصلها الرئيس سلام يوم السبت، يرافقه وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط، ومستشارة رئيس مجلس الوزراء كلود الحجل، وكان في استقباله في مطار القاهرة الدولي رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وأن انضم كل من وزراء المالية والخارجية والأشغال العامة والنقل إلى الوفد لاحقا.وشارك الرئيس سلام في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير في القاهرة.
الخارجية المصرية
والتقى الرئيس سلام في القاهرة وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تم البحث في العلاقات الثنائية بين لبنان ومصر، وتطورات الأوضاع في غزة والمنطقة، ولا سيّما المرحلة التي تلت اتفاق غزة وقمّة شرم الشيخ وما رافقها من جهود إقليمية ودولية لتثبيت الاستقرار.
وأكد عبد العاطي خلال اللقاء حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور مع لبنان في مختلف القضايا ذي الاهتمام المشترك، مشيرًا إلى الزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية على المستويين الرئاسي والوزاري، والتطلّع إلى تعزيز هذا المسار الأخوي وتطوير التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي بين البلدين.
كما شدد على أهمية انعقاد الدورة العاشرة للجنة العليا المصرية – اللبنانية المشتركة كإطار لتعزيز التعاون، وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم القائمة، بما يسهم في إحداث نقلة نوعية في مسار العلاقات الثنائية.
وجدّد عبد العاطي تأكيد موقف مصر الثابت في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة، مشددًا على ضرورة التنفيذ الكامل وغير الانتقائي للقرار 1701.
من جهته، ثمّن الرئيس سلام الدور المصري المحوري في تثبيت اتفاق غزة ورعاية الجهود الإقليمية من أجل الاستقرار، مؤكدًا أنّ لبنان يسعى إلى الاستفادة من المناخ الإقليمي الجديد لتثبيت وقف الأعمال العدائية.
وأشار الرئيس سلام إلى أنّ الظروف الحالية تشكّل فرصة لإطلاق مرحلة جديدة من التعاون العربي والدولي لدعم الاستقرار في لبنان”.
الرئيس الالماني
كما التقى سلام، رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية فرانك-فالتر شتاينماير والوفد المرافق، وذلك بحضور وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر البساط، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة، سفير لبنان في مصر علي الحلبي ومستشارة رئيس مجلس الوزراء السفيرة كلود الحجل.
وأكّد الرئيس شتاينماير “دعم بلاده الثابت للبنان في جهوده للحفاظ على استقراره وتعزيز مؤسّساته، ولا سيّما الجيش اللبناني”، مشيرًا إلى “استعداد ألمانيا للمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي المرتقب لدعم الجيش، وللإسهام في مشاريع التعاون الاقتصادي والتنموي”.
من جهته، أكّد الرئيس سلام أنّ “لبنان يسعى جاهدًا للاستفادة من مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة وقمّة شرم الشيخ لتطبيق وقف العمليات العدائية وتثبيت الاستقرار في الجنوب والبلاد”، مشيرًا إلى أنّ “استقرار لبنان جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة”.
ودعا الرئيس سلام إلى “الضغط على إسرائيل للانسحاب من الجنوب اللبناني ووقف اعتداءاتها المتكرّرة”، مؤكدًا التزام لبنان الكامل بالقرار 1701 وبترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مشيرًا إلى أنّ “الحكومة ماضية في تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة التي تهدف بدورها إلى تثبيت الاستقرار وتعزيز سلطة المؤسسات الشرعية”.
براك يضرب
وكان برّاك في كلمة القاها أمام منتدى حوار المنامة اعلن، أنّ “لبنان دولة فاشلة، والجيش اللبناني يعاني من نقص في الموارد المالية والبشرية”. وأضاف: “إسرائيل مستعدّة للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن الحدود، وعلى اللبنانيين اللحاق بركب المفاوضات والحرص على حدودهم”. وتابع: “من غير المعقول ألا يكون هناك حوار بين لبنان وإسرائيل”. كما لفت إلى أنّ “القيادة اللبنانية صامدة لكن عليها التقدّم أسرع بشأن حصر سلاح حزب الله، ولن تكون هناك مشكلة بين لبنان وإسرائيل إذا تم نزع سلاح الحزب. فإسرائيل تقصف جنوب لبنان يوميًّا لأن سلاح حزب الله لا يزال موجوداً”، مشيراً إلى أنّ “آلاف الصواريخ في جنوب لبنان لا تزال تهدد إسرائيل”. وشدّد على أنّه “لم يعد هناك وقت أمام لبنان وعليه حصر السلاح سريعاً”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.