“أساس” ينشر الرد اللبناني: مفردات الطائف وتوقيع عين التينة

13

بقلم جوزفين ديب

«أساس ميديا»

بين تصعيد الحزب ومحاولات الدولة اللبنانية استيعاب الضغط الدولي على لبنان، خرج الرد اللبناني بصيغة يدور فيها الزوايا ليرضي كل من “فريقي النزاع”، اي تل أبيب من جهة، والحزب من جهة ثانية. “أساس” حصلت على بنود هذا الرد اللبناني المشترك بشكل مفصل، والذي سيعرض على الموفد الأمريكي توم باراك على أنه رد لبناني جامع عملت عليه الرئاسات الثلاثة. ولكنه في الواقع، بحسب مصادر دبلوماسية رفيعة، رد عرّابه رئيس مجلس النواب نبيه بري “الضامن لنجاحه مع الحزب“.

في معلومات “أساس”، انه فور تبلغ الجانب الأميركي جو هذا الرد، قابله عدم تفهم للنواقص الأساسية فيه، وكأن بند السلاح مغيب بشكل كامل كما يريده المفاوض الاميركي، لذلك تحدثت المعلومات عن استئناف الاتصالات والمشاورات بين الرؤساء واللجنة المكلفة منهم في عمل ليلي يستمر هذا الصباح لإيجاد مخارج ترضي الزائر الاميركي. إلا ان ما تقوله مصادر دبلوماسية لـ”أساس”، ان المخارج اللفظية مرفوضة، طالما الجواب لا يلامس جوهر المطلوب. ووحدها المخارج العملية مطلوبة، وهذا ما قد يكون متعذرا تعديله حتى ساعات الصباح، لان حزب الله متشدد إلى أقصى الحدود في موقفه المتمسك بالسلاح.

بالانتظار، أساس تنشر بنود الوثيقة :

  • التزام لبنان بتفاهمات وقف الأعمال العدائية:

لقد التزم لبنان من جانبه بكامل الموجبات المترتبة عليه بموجب تفاهمات وقف الأعمال العدائية الناتجة عن القرار 1701 ، فيما أقدمت إسرائيل على أكثر من 3000 خرق للقرار ، توزّعت بين خروقات جوية وبحرية وبرية موثقة من قبل قيادة قوات اليونيفيل، بما يشكل انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية وللقانون الدولي.

  • أهمية تجديد ولاية اليونيفيل ودعم الجيش اللبناني:

يشدد لبنان على أهمية التجديد لقوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في الجنوب، وتمكينها من أداء مهامها بالتنسيق مع الجيش اللبناني، ويدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم اللوجستي والمالي للجيش اللبناني بما يتيح له توسيع انتشاره في منطقة جنوب الليطاني، تنفيذًا لما نص عليه القرار 1701.

  • تفكيك منشآت حزب الله جنوب الليطاني:

يؤكد الجيش اللبناني أنه قام بتفكيك منشآت عسكرية غير نظامية في مناطق جنوب الليطاني، في سياق تعزيز سلطة الدولة وبسط سيادتها، وتثبيت منطقة خالية من أي مظاهر مسلحة خارج إطار الدولة، الأمر الذي يشكل خطوة جوهرية في اتجاه التهدئة وتنفيذ الالتزامات الدولية.

  • الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس والمناطق المتنازع عليها:

يدعو لبنان إلى الانسحاب الفوري وغير المشروط لإسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها داخل الأراضي اللبنانية، وكذلك من المناطق الحدودية المتنازع عليها، وعلى رأسها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ويجدد المطالبة بـ إعادة الأسرى والموقوفين اللبنانيين لدى اسرائيل ، وبتوضيح مصير المفقودين.

  • التأكيد على تطبيق اتفاق الطائف والقرار 1701:

يعتبر لبنان أن تطبيق القرار 1701 بجميع مندرجاته لا يمكن أن يتم بشكل انتقائي أو مجتزأ، بل ضمن رؤية شاملة تنسجم مع أحكام الدستور اللبناني واتفاق الطائف، الذي يشكل المرجعية الوطنية والإقليمية لأي تسوية سياسية.

  • تفعيل “لجنة الميكانيزم” ووقف الاعتداءات:

يشدد لبنان على ضرورة تفعيل عمل لجنة الميكانيزم الثلاثية المنبثقة عن القرار 1701، التي تضم الأمم المتحدة ولبنان وإسرائيل، ويطالب الولايات المتحدة بلعب دور فاعل في الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وضمان احترام تفاهمات وقف الاعمال العدائية.

  • العلاقات اللبنانية – السورية ورعاية عربية لملف النزوح:

يدعو لبنان إلى رعاية عربية لمسار العلاقة اللبنانية – السورية بما يضمن عودة النازحين السوريين بصورة آمنة وكريمة، ويشدد على أهمية ضبط الحدود اللبنانية – السورية، وتعزيز التعاون في المجالات الأمنية والإنسانية، وفقًا للقوانين الدولية ومصلحة البلدين.

  • التمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري:

يؤكد لبنان التزامه الكامل بما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية، وما تضمنه البيان الوزاري للحكومة الحالية، ولا سيما في ما خص حماية السيادة، وتطبيق الإصلاحات، والتمسك بمرجعية الدولة ومؤسساتها.

  • المضي في مسار الإصلاحات المالية والاقتصادية:

يعيد لبنان تأكيد التزامه بالمضي قدمًا في تنفيذ الإصلاحات البنيوية المطلوبة، لا سيما:

– قانون إعادة هيكلة المصارف

– قانون الكابيتال كونترول

– قانون استعادة الأموال المحوّلة

–  تعديل قانون السرية المصرفية

–  قانون استقلالية القضاء

– القوانين المتعلقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

ويُدرج هذا الالتزام في سياق إعادة بناء الثقة بالاقتصاد اللبناني واستعادة علاقته الطبيعية بالمنظومة المالية الدولية.

  • أهمية إعادة الإعمار وتسهيل التزامات لبنان:

يرى لبنان أن عملية إعادة إعمار ما تهدم نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، سواء في الجنوب أو في الضاحية الجنوبية أو سائر المناطق المتضررة، تشكل ركنًا أساسيًا في تسهيل تطبيق التزامات الدولة اللبنانية، لا سيما في ما يتصل بإعادة الانتشار العسكري وإنهاء المظاهر المسلحة.

  • سلاح الفصائل الفلسطينية على طاولة الحل:

يجدد لبنان التأكيد أن أي ترتيبات تُعنى بسلاح “حزب الله” يجب أن تُقابل بترتيبات موازية تتعلق بجمع وضبط سلاح الفصائل الفلسطينية خارج المخيمات وداخلها، بما ينسجم مع اتفاق الطائف ومندرجات القرار 1701، ويُعيد الاعتبار لسلطة الدولة ومؤسساتها الأمنية الشرعية.

اليوم الاثنين سيبدأ باراك جولته اللبنانية، وفي عقله كما يقول العارفون به، لا مساومة مع من لا يملك أوراق القوة.

عبر هذه البنود يدخل لبنان مرحلة مفصلية في الوقت الذي يترقب اللبنانيون اي جديد وأيديهم على قلوبهم. في البلد انطباعين، الاول ان رئيس حركة أمل الرئيس نبيه بري لا يمكن ان يوافق إن لم يكن الحزب موافقا على الورقة، والانطباع الثاني ان الرئيس بري ابتعد عن تصعيد الحزب ليمنع اي تصعيد مقبل على لبنان، فجاءه مديح الأمين العام للحزب نعيم قاسم مورطا إياه في “وحدة الموقف”، لا شك ان المسارات المقبلة مفتوحة على أكثر من صفيح ساخن، منها ما هو خارجي ومنها ما هو داخلي..

جوزفين ديب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.