أسير إسرائيل في غزة… يُكذّب نتنياهو!!!

55

كتب عوني الكعكي:

إسرائيل قبل حرب غزة، كانت تظن أنها تستطيع أن ترتكب أبشع المجازر خفية، وكما يقولون «لا مين شاف ولا مين دري».

اليوم الصورة تغيّرت تماماً… وذلك بفضل الإعلام وبالأخص «التلفزيونات» التي تنقل ما يجري من أحداث الى جميع العالم بدون أي رقيب، كما تنقل الأحداث من مختلف البلدان أيضاً.

من أجل ذلك نرى الجيش الإسرائيلي يتعمّد قتل المراسلين في «التلفزيونات»، والكل يتذكّر شيرين أبو عاقلة، الزميلة التي قتلها جنود العدو الإسرائيلي بدم بارد ومن دون أي خجل بالرغم من أنها كانت تضع على صدرها علامة «PRESS»، وبالرغم من أنّ جنود العدو كانوا يعلمون أنها تابعة لقناة «الجزيرة» الفضائية. وبالرغم من ذلك تعمّدوا قتلها.. طبعاً الزميلة الشهيدة شيرين لم تكن الأولى بل قُتِل قبلها وبعدها المئات من رجال الصحافة والعاملين في هذا الحقل.

من ناحية ثانية، علينا أن نعترف أنّ صورة الفلسطينيين بعد عملية «طوفان الأقصى» تغيّرت في العالم. وكما تبيّـن من التظاهرات التي عمّت جميع الجامعات في أميركا وفي فرنسا وفي بريطانيا وفي كل أنحاء العالم.

وما لفتني أنّ رجال الشرطة البريطانية قاموا بتظاهرات ضد أعمال العنف التي يرتكبها الجنود الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.. على كل حال، أكتفي بهذه المقدّمة، وإليكم ما جاء على لسان أحد المخطوفين الإسرائيليين الذين كانوا في عهدة حركة المقاومة الإسلامية – حماس، وتمّ إطلاق سراحه نتيجة اتفاق وقف إطلاق النار.

فقبل يومين… أدلى الأسير الإسرائيلي ألكسندر توربانوف الذي كان محتجزاً لدى حركة المقاومة الاسلامية – حماس، وأطلق سراحه مع المختطفين، بتصريح صدم إسرائيل المحتلة وهزّ كيان الصهاينة.

يقول توربانوف موجهاً كلامه الى قادة المقاومة الفلسطينية:

«لقد حُفِرَ لطفكم في ضميري الى الأبد خلال 498 يوماً عشتها بينكم..

ورغم العدوان والجرائم التي تحملتموها، تعلمت المعنى الحقيقي للرجولة والبطولة النقية واحترام الإنسانية والقِيَم.

كنتم الأحرار المحاصرين، بينما كنت الأسير، لكنكم كنتم حُماة حياتي، اعتنيتم بي كما يعتني الأب الحنون بأطفاله..

حافظتم على صحتي وكرامتي ونعمتي..

ورغم أنني كنت بين أيدي رجال يقاتلون من أجل أرضهم وحقوقهم المسلوبة.. ورغم أن حكومة بلدي كانت ترتكب أبشع إبادة جماعية ضد شعب مُحاصر… إلاّ أنكم لم تسمحوا لي أبداً بالجوع أو بالإذلال…

لم أعرف المعنى الحقيقي للرجولة حتى رأيتها في عيونكم.

لم أدرك قيمة التضحية حتى عشت بينكم وحتى رأيتكم تبتسمون في وجه الموت… تقاومون عدواً مسلحاً بأدوات الدمار… لا شيء لديكم سوى أجسادكم العارية..

فمهما بلغت من البلاغة أو التعبير، فلن أجد كلمات تعكس قيمتكم الحقيقية… ولن تعبّر عن دهشتي وإعجابي بأخلاقكم النبيلة..

هل دينكم يعلمكم حقّاً معاملة الأسرى بهذه الطريقة؟ ما أعظم هذا الإيمان الذي يرفعكم الى مستوى تنهار أمامه كل قوانين حقوق الإنسان التي وضعها الإنسان، وتنهار أمامه كل بروتوكولات الحروب.

فحتى في أصعب اللحظات تُظهرون العدل والرحمة… ليس من خلال الشعارات الفارغة، بل من خلال واقع تجاربكم. فلا تتنازلون عن مبادئكم حتى في أصعب الظروف.

صدّقوني… لو عُدْت إليكم… فلن أكون إلاّ مجاهداً في صفوفكم. لأنني تعلمت الحقيقة من شعبكم. وأدركت أنكم لستم أصحاب الأرض فقط، بل أنتم أصحاب المبادئ والقضيّة العادلة…».

إنّ ما قاله هذا الأسير يدل دلالة واضحة على المبادئ والقِيَم الفاضلة التي يتحلّى بها رجال المقاومة الفلسطينية. وهل أصدق من قول هذا الأسير… وهو بعيد عن خاطفيه…

إنّه الإيمان الحقيقي… وهو سبيل النصر القريب بإذن الله.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.