أكبر زعيم وطني وعروبي
كتب عوني الكعكي:
يستحق الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط أن يُطلق عليه لقب «أكبر زعيم وطني عربي» خاصة بعد المواقف الوطنية التي اتخذها إثر نجاح الثورة السورية ووصول الرئيس أحمد الشرع الى سدّة الرئاسة.
ونختلف معه في الكثير من الأمور المحلية.. ولكن عندما تصل الأمور الى المواقف الوطنية تراه يسبق الجميع باتخاذ المواقف الموحّدة.
لذلك كان جنبلاط أوّل زعيم لبناني يأخذ مبادرة الذهاب الى سوريا، والاجتماع بالرئيس أحمد الشرع ومعه كامل القيادة السورية الجديدة. هذا الموقف وفي هذه الظروف يجب أن يُسجّل له.
يكفي أن تكون مواقفه العروبية سابقة للجميع.. وكما يقول المثل الشعبي «عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان».
المبادرة الوطنية التي اتخذها بذهابه الى دمشق، تأتي من حرصه الكبير على طائفة الموحدين الدروز الذين بسبب موقعهم الجغرافي، وبسبب وجود بعضهم في قرى احتلتها إسرائيل، يراعي وضعهم ويحاول أن يبقيهم على خط العروبة التي يؤمن بها، هذا الخط الذي يعتبر أن الدروز جزء أساسي من هذا المجتمع، وأنّ إسرائيل مهما حاولت أن تكذب وتدّعي أنها حريصة على الطائفة الدرزية، فإنّ جنبلاط يعلم أنهم يستغلون هذه الطائفة للدخول في لعبة التقسيم…
على كل حال، فإنّ المشروع اليهودي منذ أوائل القرن الماضي، يشير الى مبتغى إسرائيل الأول هو أن تكون في هذه المنطقة دويلات طائفية… وهذا يعني تقسيم سوريا الى دويلة علوية ودويلة درزية ودويلة كردية ودويلة شيعية. وهذا هو المبرّر الوحيد لوجود دولة إسرائيل اليهودية.
اليهود يرفعون شعاراً منذ أوائل عام 1900 مفاده أنهم يريدون دويلات طائفية في المنطقة.
وكان الفلسطينيون الذين رفضوا التقسيم عام 1948 يوم «النكبة»، أصرّوا أن تكون فلسطين للفلسطينيين، وأن يعيش اليهود في كنف دولة فلسطين.
طبعاً الفلسطينيون رفضوا والعرب رفضوا كذلك، ولم ينتبهوا في ذلك الوقت الى حجم المؤامرة، التي بدأت تتكشّف مع مرور الزمن. ويكفي أن العالم بأسره كان ولا يزال يساعد اليهود على أنهم فقراء، وأنّ الأرض الفلسطينية هي «أرض الميعاد».
وزاد الطين بلّة المساعدات الأميركية التي تُعطى لدولة إسرائيل بدون أي حساب.
ويكفي أنه وبعد حرب 1973 جاء وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر، وبدأ بتنفيذ مخططه الذي يقوم على القضاء على الجيشين السوري والعراقي بعد أن حيّد مصر.. واتخذت المؤامرة أبعادها بعد رفض شاه إيران محاربة العراق، فجاء بآية الله الخميني الذي كان يختبئ في النجف، وكان ممنوعاً على الرئيس صدّام حسين أن يتعرّض له، لأنه صاحب مشروع «التشييع» الذي من خلاله يمكن تقسيم العالم العربي الى قسمين: قسم لأهل السنّة وقسم لأهل الشيعة.
ونشبت حرب بين الخميني وبين صدّام حسين، دامت 8 سنوات، منذ عام 1980 وحتى عام 1988، حيث دمّر العراق ودمّرت إيران، وأسفرت النتيجة عن مقتل مليون عراقي ومليون إيراني تحت شعار «التشييع»… وبقيّة الأمور باتت معروفة والمؤامرة معروفة أيضاً.
إنطلاقاً مما ذكرت، أقول وأؤكد أنك يمكن أن تختلف في كثير من الأمور مع الزعيم الوطني وليد بك، ولكن عند المواقف الوطنية والعروبية لا يمكن أن تختلف معه، وإلاّ أن تقدّر مواقفه الوطنية العروبية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.