أمير قطر: إسرائيل تعمل لزج لبنان في حرب أهلية


عون التقى تميم بن حمد: تضامن في مواجهة العدوان وشكر على الدعم


7

على عكس الدينامية الملحوظة في القمة العربية الاسلامية الطارئة في قطر التي انطلقت امس بكلمة لأميرها الذي اعتبر ان الدوحة تعرضت لاعتداء غادر وان العدوان الإسرائيلي عمل إرهابي جبان يشكل انتهاكاً خطيراً لسيادتنا، قائلاً: أن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية وهمٌ خطير وان إسرائيل تعمل على تقسيم سوريا وزعزعة استقرار لبنان وزجّه بحرب أهلية”، لم يطرأ في لبنان أي جديد بارز على المشهد السياسي المتصل بملف حصر السلاح بيد الدولة لا الفلسطيني ولا ذاك الذي يملكه حزب الله ضمن ترسانته العسكرية، فبقيت أنظار العالم متجهة الى الدوحة لرصد البيان الختامي الذي سيصدر عنها، علما ان سقفه وبنوده باتت شبه محسومة.

وعشية زيارة سيقوم بها الى الدوحة، وزيرُ الخارجية الاميركية ماركو روبيو آتيا من تل ابيب التي زارها امس، جدد رئيسُ الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تهديداته لحماس. وقال إن الهجوم على قادة حماس في الدوحة “كان قرارا إسرائيليا بالكامل”، مشيرا إلى أنه لا يستبعد شن المزيد من الضربات عليهم “أينما كانوا”. وأوضح نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مع روبيو، أن “إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن الهجوم على قادة حماس”.

تضامن مع قطر

لبنان حضر بقوة في الحدث القطري – العربي. فقد بدأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاءاته فور وصوله إلى مقر مؤتمر القمة في فندق شيراتون في الدوحة، فزار في الثانية عشرة والنصف بعد الظهر، أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في جناحه في مقر المؤتمر، وعقد معه اجتماعا حضره رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي وعضو الوفد اللبناني إلى القمة المستشار الخاص لرئيس الجمهورية العميد اندره رحال. في مستهل الاجتماع، جدد الرئيس عون ادانته للاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، مؤكدا وقوف لبنان إلى جانب قطر وتضامنه معها ومع الشعب القطري الشقيق. وشكر الرئيس عون أمير قطر على الدعم الذي تقدمه بلاده للبنان في مختلف الظروف مشيراً إلى أن هذا الدعم هو موضع امتنان جميع اللبنانيين. ورد أمير قطر مرحباً بالرئيس عون والوفد المرافق شاكراً تضامن لبنان مع قطر وادانته للعدوان الاسرائيلي، مشدداً على وقوف قطر إلى جانب لبنان ودعمها الدائم للشعب اللبناني، وسعيها الدؤوب من اجل تحقيق الامن والاستقرار في لبنان.

شكر على الدعم

من جانبه، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في الدوحة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، وعبّر له عن تضامن لبنان مع دولة قطر الشقيقة واستنكاره للعدوان الاسرائيلي والاعتداء على سيادتها، وشكره رجي على وقوف قطر الدائم إلى جانب لبنان ومؤسساته ومساعدتها للجيش اللبناني وإعرابها عن لعب دور في دعم قطاع الطاقة فيه. بدوره ثمّن الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني عالياً موقف لبنان وتضامنه مع قطر، وأكد أن دولته ستبقى إلى جانب بلاد الأرز كما كانت دائما.

املاءات خارجية

في الداخل، لا يزال حزب الله يرفض قرار حصر السلاح. اليوم، اعتبر المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل، أن “إملاءات خارجية صيغت تحت عنوان حصرية السلاح بنسة 99 بالمئة، وما ورد في خطاب القسم وفي البيان الوزاري يخالف ما يجري طرحه اليوم بهذا الشأن”. ولفت إلى أن “المواقف الرائدة والحازمة للرئيس نبيه بري والوحدة بين حركة أمل وحزب الله عززت موقفنا السياسي الثابت”، مشدداً على أن “لم نلجأ إلى الشارع للضغط على الحكومة لكن وقفنا وقفة مشرفة وكبيرة جداً”. وأشار إلى أن “موقف قائد الجيش في تقديم ما سُمّي بالخطة العسكرية لتنفيذ قراري 5 و7 آب إتسم بالحكمة أكثر بكثير من قرارات الحكومة وساهم في تنفيس الأجواء”. وقال “أذكّر أنفسنا والحكومة وقادة هذا البلد أن لدينا أمورا أساسية تجب معالجتها، على رأسها وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب الإسرائيلي الكامل عن التراب اللبناني المحتل وإعادة الإعمار وإعادة الأسرى”. وتابع “لبنان من حيث موقعه الجغرافي ما زال في مهبّ العاصفة، فهو على تخوم فلسطين المحتلة بوجود عدوّ إسرائيلي لا يكف عن اعتداءاته ومشروعه التوسّعي الكبير، لذا علينا تجنيد أنفسنا ومجتمعنا والحكومة للتعاضد ومقاومة المحتلّ”. ولفت إلى أن “إذا بقيت قيادة الجيش حكيمة بلغتها وبممارساتها على الأرض، فإن لا أحد يريد التصادم على الأرض، لذا نأمل استمرار هذه الفرملة من أجل استقرار البلد”. وشدد على أن “أصحاب الوصاية كانوا يعملون في الليل والنهار لإقصاء حزب الله عن الحكومة، وعليه فإن وجودنا داخل الحكومة أمر جيّد وإيجابي، مع المقارعة من داخل الحكومة وخارجها والوقوف كسدّ منيع داخل الحكومة وخارجها”.

السلاح غير شرعي

في المقابل، اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج أن هناك من يسعى باستمرار لعرقلة قيام الدولة الفعلية وإعادة لبنان إلى مسار التعافي. وجدد في حديث اذاعي التأكيد على أن القرار السياسي اتُخذ في الحكومة، مشدداً على ضرورة إزالة الذرائع أمام إسرائيل لوقف اعتداءاتها، ومشيراً إلى أن السلاح أصبح غير شرعي وبلا مفعول، وأن أي سلاح مخالف سيكون محل مصادرة.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.