إسرائيل تستطيع أن تحتل العالم العربي كله… لكنها لا تستطيع أن تحكم

3

كتب عوني الكعكي:

لا شك أننا نعيش أيام انتصارات الدولة العبرية، خصوصاً بعد تفوّقها العسكري والتكنولوجي على عدد كبير من الدول العربية وبالأخص لبنان.

عام 2000، استطاع لبنان أن ينتصر على إسرائيل، ويجبرها على الانسحاب بعد 18 سنة من احتلالها أجزاء من لبنان. طبعاً انسحبت لأنها لم تستطع أن تحكم لبنان لأنها قوبلت بكره شديد من الشعب اللبناني لها، وحقد دفين، تحديداً على نظرية العيش المشترك أو الوحدة بين الطوائف اللبنانية المتعددة.. وهذا عكس ما يطرحه ويريده حكام الكيان الصهيوني.

في الحقيقة ارتكب الحزب غلطة العمر عندما انسحبت إسرائيل، لأنها لم تعقد معه اتفاق سلام. على كل حال هذا أصبح جزءاً من الماضي.

عام 2006 أقدمت مجموعة من الحزب على خطف جنديين إسرائيليين، فكانت ردّة فعل إسرائيل عنيفة جداً. مقرونة بتفوّق إسرائيل العسكري على صعيد سلاح الجو الذي تمتلكه، وهو أمر لم يقدّره الحزب، وافترض أنّ الصواريخ التي كان يهدّد بها هي الحل. يومذاك قال الشهيد السيّد حسن نصرالله «لو كنت أعلم». ولكن بعد فوات الأوان.. حيث خسر لبنان 7000 جندي لبناني ومقاتل من الحزب ومن اللبنانيين جرّاء القصف والتدمير من قِبل الطيران الإسرائيلي والمسيّرات، حيث دمّر الإسرائيليون «الحجر والبشر».

دخلنا الحرب عام 2023 في 8 أكتوبر (في اليوم الثاني لعملية «طوفان الأقصى») تحت شعار مساندة غزة، وهذا عمل وطني وقومي وديني وأخلاقي لا يُعلى عليه. واستطاع الحزب أن يهجّر 80 ألف مواطن إسرائيلي من شمال إسرائيل المحتلة الى الداخل… وجاء المبعوث الأميركي آموس هوكشتين بعد مرور شهر وعرض على لبنان اتفاق سلام ينص على:

أولاً: إنسحاب إسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية بما فيها 25 نقطة خلاف، لا خمس نقاط فقط.

ثانياً: إعادة النظر بالاتفاق البحري.

ثالثاً: تحرير وتبادل جميع الأسرى.

رفض الحزب وظلّ على موقفه الرافض سنة كاملة حتى «جاءت» عملية «البيجر» التي أودت بحياة 6000 مقاتل من فرقة «الرضوان» بين قتيل وجريح وضرير ومقطّع الأوصال وغيرها من الإصابات في أمكنة مختلفة من أجسام المصابين يومذاك. وقال السيّد حسن نصرالله شهيد فلسطين وقائد المقاومة: «إنّ إسرائيل متفوّقة علينا تكنولوجياً».. وهذا تصريح خطير.

لم يذهب شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله الى اتفاق وتفاهم، بل ذهب الى «الموت» الذي كان ينتظره بعد حصول إسرائيل على قنابل خارقة للجسور والطوابق، تستطيع أن تخترق 8 طوابق إسمنتية. وهذا ما حصل في أكبر عملية اغتيال لقادة المقاومة وعلى رأسهم شهيد فلسطين القائد حسن نصرالله، وبعد تعيين ابن خالته السيّد هاشم صفي الدين الذي قتلته إسرائيل أيضاً.

أما اليوم فالوضع العسكري للحزب صار مكشوفاً. والطائرات الإسرائيلية تغرّد في الأجواء العربية.. والأنكى والأخطر، العملية الأخيرة التي حصلت في قطر بالرغم من أنّ علاقات قطر مع العدو الإسرائيلي تعتبر جيّدة… ووجود جماعة «حماس» في قطر جاء بطلب من الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولكن مع العدو الإسرائيلي لا يوجد حدّ أدنى من الأخلاق… بل توجد دائماً مصلحة إسرائيل العليا فوق كل اعتبار.

على كل حال، طالما أنّ مصر موجودة، فعلى إسرائيل أن تحسب حساب مصر والرئيس السيسي وجيش مصر والشعب المصري الذي لا يمكن أن يسكت على تصرّفات إسرائيل.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.