إسرائيل تصعق إيران وتستهدف البرنامج النووي وكبار القادة

لبنان الرسمي يدين ... و"الحزب" يستنكر: لن يمر من دون رد

Rescuers work at the scene of a damaged building in the aftermath of Israeli strikes, in Tehran, Iran, June 13, 2025. Majid Asgaripour/WANA (West Asia News Agency) via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY
22

وفي اليوم الاول بعد الستين، نفذت اسرائيل ضربتها ضد ايران بـ”الأسد الصاعد”. لم يكن الموعد اسرائيلياً بل اميركي. الرئيس دونالد ترامب، “وعد ووفى”. فقبل ان تنطلق المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، اعلن إنه سيمنح إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق، وهددها بشن هجوم إن لم يحدث ذلك. ولما لم يحدث، وبالآلة الاسرائيلية وجه الضربة إلى إيران ووصفها بالممتازة. ضربة امنية استخباراتية موجعة جدا استهدفت مواقع نووية إيرانية حساسة وأدت إلى مقتل مسؤولين كبار في النظام، عشية جولة مفاوضات سادسة كانت على موعد غدا الأحد في سلطنة عمان.

ترامب وجه عقب الضربة تحذيرًا شديد اللهجة إلى إيران، ودعاها إلى “إبرام اتفاق” قبل أن “يفوت الأوان”، وكتب: “حدثت بالفعل خسائر كبيرة في الأرواح ودمار واسع، لكن لا يزال هناك وقت لإنهاء هذه الهجمات، خاصة أن الهجمات التالية المخطط لها ستكون أكثر وحشية. على إيران أن تبرم اتفاقًا، قبل ألا يبقى شيء (…) منحنا إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام اتفاق”.  فهل تتلقف ايران الرسالة المؤلمة وتعود مكسورة الجناحين الى طاولة المفاوضات ام تمضي وفق مقولة “عليّ وعلى اعدائي”…وما أكثرهم، وتجر الاقليم الى حرب ستكون اكبر الخاسرين فيها؟

ادانات لبنانية

 ووسط ترقب لما ستحمله تطورات الساعات المقبلة واحتمال توسع رقعة المواجهة، بقي لبنان نسبياً في منأى عن المستجدات الدراماتيكية، باستثناء الغاء رحلات جوية لبعض شركات الطيران الى بيروت وتأثر الحركة السياحية بطبيعة الحال. حزب الله اكتفى بحسب مصادر صحافية بالاشارة الى ان ما يحصل شأن دولي وان لبنان اذا تعرض لاي هجوم فالدولة هي المسؤولة. وأبلغت الحكومة اللبنانية حزب الله بأن زمن تجاوز الدولة في إعلان الحرب انتهى. اما الرؤساء فأدانوا الهجوم الاسرائيلي على ايران.

دعوة لتحرك سريع

 رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي يعود مساء الى بيروت من الفاتيكان اكد “ان الاعتداءات الاسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تستهدف الشعب الإيراني فحسب، بل استهدفت كل الجهود الدولية التي تبذل للمحافظة على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والدول المجاورة وتفادي التصعيد فيها، معتبراً ان مثل هذه الاعتداءات ترمي إلى تقويض كل المبادرات والوساطات القائمة حالياً لمنع تدهور الأوضاع والتي كانت قطعت شوطاً متقدماً بهدف الوصول إلى حلول واقعية وعادلة تبعد خطر الحرب عن دول المنطقة وشعوبها.ودعا الرئيس عون المجتمع الدولي إلى التحرك الفاعل والسريع لعدم تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها التي لم تعد خافية على احد والتي تنذر، في حال استمرت، باخطر العواقب. وقدم الرئيس عون تعازيه إلى القيادة الإيرانية بالذين قضوا نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية التي وقعت فجر اليوم من قياديين عسكريين ومدنيين متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.

متابعة حكومية

 بدوره، تابع رئيس الحكومة نواف سلام تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران مع وزراء الدفاع ميشال منسى الداخلية أحمد الحجار، الخارجية يوسف رجي والأشغال العامة والنقل فايز رسامني، بالإضافة إلى قائد الجيش العماد رودولف هيكل. وشدد الرئيس سلام على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لضبط الاستقرار، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية الراهنة. كما جرى استعراض الخطط الطارئة الموضوعة من قبل الأجهزة الأمنية والوزارات المختصة للتعامل مع أي انعكاسات مباشرة أو غير مباشرة على الوضع الداخلي.

وكان سلام دان بشدة، العدوان الاسرائيلي الخطير على ايران. وقال: “العدوان يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة ايران وتداعياته تهدد استقرار المنطقة بأشملها لا بل السلم العالمي.”

اما الرئيس نبيه بري، فدعا “المجتمع الدولي الى موقف جاد وصريح وقبل فوات الآوان يلجم ويوقف العدوانية الإسرائيلية التي لا تغتال فقط الإنسان والطفولة والأمن والاستقرار والقوانين والقرارات الدولية، إنما هي تغتال قبل أي شيء آخر كل مسعى أو جهد يبذل من أجل إرساء قواعد السلام العادل والشامل في العالم وفي منطقه الشرق الاوسط”.

الخارجية

ودانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية الاعتداء الإسرائيلي على إيران الذي يشكل خرقاً فاضحاً للسيادة الوطنية والقانون الدولي، ويخالف ميثاق الأمم المتحدة.

كما حذرت الوزارة في بيان من عواقب هذا التصعيد الخطير على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وأكدت أنها تتابع اتصالاتها لتجنيب لبنان اية تداعيات سلبية لهذا العدوان.

حزب الله

ودان الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم‏ “بشدّة واستنكر أبلغ استنكار العدوان الإسرائيلي الخطير والمجرم المدعوم من الإدارة الأميركية ضد ‏الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.‏

وقال في بيان: “لا يوجد أي مبرر لهذا العدوان الإسرائيلي سوى إسكات صوت الحق الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في غزة ‏الصمود والإباء وقضيته في تحرير فلسطين والقدس والمقاومة في لبنان والمنطقة. سيترك هذا العدوان آثاره ‏الكبيرة على استقرار المنطقة فهو لن يمر دون رد وعقاب فالجمهورية الإسلامية الإيرانية شُعلة الأحرار والكرامة ‏والعزة وستبقى في الموقع المتقدم للنموذج الإستثنائي الأصيل والحر والداعم للشرفاء والمستضعفين في منطقتنا ‏والعالم”.‏

اضاف: “لن يتمكن العدو الإسرائيلي ومعه أميركا من التأثير على خيارات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا التأثير على ‏دورها ومكانتها، بل ستزداد عزة وصلابة وسيندم الكيان الإسرائيلي على همجيته ووحشيته”.‏

وتابع: “إننا نُبارك ونُعزي قائدنا وولينا الإمام الخامنئي (دام ظله) والشعب الإيراني العظيم والمجاهد والنبيل بشهادة القادة ‏الكبار رئيس الأركان العامة قائد القوات المسلحة الشهيد اللواء محمد باقري والقائد العام لقوات حرس الثورة ‏الإسلامية الإيرانية الشهيد اللواء حسين سلامي وإخوانهم والعلماء النوويين”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.